ابحث عن موضوعك في موقعي هنا
ترجمة/Translate
الأحد، 14 أبريل 2013
كلمة من كلمات الرئيس الراحل هواري بومدين
في 5 جوان 1967 ، اتصل الرئيس عبد الناصر بالرئيس هواري بومدين هاتفيا قائلا : " لم يبقَ عندي طائرة واحدة سليمة ، أرجو أن تُرسل لي بعض الطائرات "
فأجابه بومدين : " كلُ ما تملكه الجزائر 47 طائرةَ حربية ، أرسل طيارين مصريين لاستلامها لأن الطيارين الجزائريين في بداية تدريباتهم "
و في الغد طلب السفير الأمريكي بالجزائر مُقابلة الرئيس بومدين لتبليغه رسالة من الرئيس الأمريكي ،، فاستقبله بومدين ، فقال السفير الأمريكي : " كلّفني الرئيس الأمريكي أن أنقل إليكم بأن حكومته لا تنظُر بعين الارتياح إلى إرسال الجزائر لطائرات حربية لعبد الناصر "
فأجابه بومدين : " أوَّلاَ انتهى ذاك الزمن الذي كانت فيه أمريكا تأمر و البلدان الصغيرة تُطيع ، ثانيا انتهى وقتُ المقابلة"
الخميس، 11 أبريل 2013
الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد
مصطفى بن بولعيد من مواليد 5 فيفري 1917 بأريس ولاية باتنة من عائلة ثرية . تلقى تعليمه الأولي على أيدي شيوخ منطقته فحفظ ما تيسر له من القرآن الكريم وبعد هذا التحصيل تحول إلى مدينة باتنة للالتحاق بمدرسة الأهالي لمواصلة دراسته، وهنا لاحظ بن بولعيد سياسة التفرقة والتمييز التي تمارسها الإدارة الاستعمارية بين الأطفال الجزائريين وأقرانهم من أبناء المعمرين. وخوفا من تأثره وذوبانه في الشخصية الاستعمارية أوقفه والده عن الدراسة، لكن طموح الفتى وإرادته في تحصيل المزيد من العلوم دفعه إلى الالتحاق بمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في أريس وكان يشرف عليها آنذاك مسعود بلعقون والشيخ عمر دردور، وفي هذه الأثناء كان يساعد والده في خدمة الأرض والتجارة غير أن وفاة الوالد في 7 مارس 1935 قلبت حياة الشهيد الذي أصبح المسؤول الأول عن عائلته وهو في الثامنة عشر من عمره. ونظرا لمشاهد البؤس اليومية التي كانت تعيشها الفئات المحرومة أسس بن بولعيد جمعية خيرية كان من أول ما قامت به هو بناء مسجد بآريس للمحافظة على الشخصية الجزائرية وليكون محورا للتعاون والتضامن بين المواطنين، خاصة التصدي لروح التفرقة والتناحر بين العروش التي كانت تغذيها الإدارة الاستعمارية وأذنابها للتحكم في العباد والأوضاع وكان نشاط بن بولعيد الاجتماعي عملا إستراتيجيا يرمي من ورائه إلى توثيق اللحمة والأواصر التي تربط بين أبناء المنطقة للتمسك بها عند الشدائد. في سنة 1937 سافر إلى فرنسا واستقر بمنطقة «ميتز» التي تكثر بها الجالية الجزائرية من العمال المحرومين من كل الحقوق وقد مكنته مواقفه في حل مشاكلهم والدفاع عنهم إلى ترأس نقابتهم. لكن غربته لم تدم أكثر من سنة حيث عاد بعدها إلى مسقط رأسه وإلى نشاطه الأول والمتعلق بالفلاحة والتجارة. ومع الوقت تحول محله التجاري إلى شبه ناد يتردد عليه شباب المنطقة من أمثال مسعود عقون،ابن حاية وغيرهم للخوض في الأوضاع التي كانت تعيشها البلاد. في بداية 1939 استدعي بن بولعيد لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية وتم تسريحه في 1942 نتيجة الجروح التي أصيب بها ثم تم تجنبده ثانية ما بين سنتي 1943 و1944 بخنشلة. بعد تسريحه نهائيا برتبة مساعد عاد إلى الحياة المدنية وتحصل على رخصة لاستغلال خط نقل بواسطة الحافلات يربط بين أريس وباتنة. وفي هذه الأثناء انخرط بن بولعيد في صفوف حزب الشعب تحت قيادة مسعود بلعقون وقد عرف بالقدرة الكبيرة على التنظيم والنشاط الفائق مما دفع بالحزب إلى ترشيحه لانتخابات المجلس الجزائري في 4-04-1948 والتي فاز بالدور الأول منها لكن الإدارة الفرنسية لجأت إلى التزوير كعادتها لتزكية أحد المواليين لسياستها. وقد تعرض بن بولعيد إلى محاولتي اغتيال من تدبير العدو وذلك في 1949 و1950. يعتبر بن بولعيد من الطلائع الأولى التي انضمت إلى المنظمة السرية بمنطقة الأوراس كما كان من الرواد الأوائل الذين أنيطت بهم مهمة تكوين نواة هذه المنظمة في الأوراس التي ضمت آنذاك خمسة خلايا نشيطة واختيار العناصر القادرة على جمع الأسلحة والتدرب عليها والقيام بدوريات استطلاعية للتعرف على تضاريس الأرض من جهة ومن جهة ثانية تدبر إمكانية إدخال الأسلحة عن طريق الصحراء و بعد اكتشاف المنظمة السرية من قبل السلطات الاستعمارية في مارس 1950 برز دور بن بولعيد بقوة لما أخذ على عاتقه التكفل بايواء بعض المناضلين المطاردين وإخفائهم عن أعين العدو وأجهزته الأمنية، وقد أعقب اكتشاف المنظمة حملة واسعة من عمليات التمشيط والاعتقال والاستنطاق الوحشي بمنطقة الأوراس على غرار باقي مناطق الوطن. ولكن بالرغم من كل المطاردات والمضايقات وحملات التفتيش والمداهمة تمكن بن بولعيد بفضل حنكته وتجربته من الإبقاء على المنظمة الخاصة واستمرارها في النشاط على مستوى المنطقة. وبالموازاة مع هذا النشاط المكثف بذل مصطفى بن بولعيد كل ما في وسعه من أجل احتواء الأزمة بصفته عضو قيادي في اللجنة المركزية للحزب. وقد كلف بن بولعيد في أكتوبر 1953 وبتدعيم من نشطاء LصOS بالاتصال بزعيم الحزب مصالي الحاج الذي كان قد نفي في 14 ماي 1954 إلى فرنسا ووضع تحت الإقامة الجبرية، وذلك في محاولة لإيجاد حل وسطي يرضي المركزيين والمصاليين. وبعد ذلك توصل أنصار العمل الثوري المسلح وفي طليعتهم بن بولعيد إلى فكرة إنشاء «اللجنة الثورية للوحدة والعمل» والإعلان عنها في 06 مارس 1954 من أجل تضييق الهوة التي تفصل بين المصاليين والمركزيين من جهة وتوحيد العمل والالتفاف حول فكرة العمل الثوري من جهة ثانية.
وبعد عدة اتصالات مع بقايا التنظيم السري OS تم عقد اللقاء التاريخي لمجموعة الـ22 بدار المناضل المرحوم الياس دريش بحي المدنية في 24 جوان 1954 الذي حسم الموقف لصالح تفجير الثورة المسلحة لاسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة منذ أكثر من قرن مضى. ونظرا للمكانة التي يحظى بها بن بولعيد فقد أسندت إليه بالإجماع رئاسة اللقاء الذي انجر عنه تقسيم البلاد إلى مناطق خمس وعين على كل منطقة مسؤول وقد عين مصطفى بن بولعيد على رأس المنطقة الأولى: الأوراس كما كان أحد أعضاء لجنة «الستة» «بوضياف، ديدوش، بن بولعيد، بيطاط، بن مهيدي، كريم». ومن أجل توفير كل شروط النجاح والاستمرارية للثورة المزمع تفجيرها، تنقل بن بولعيد رفقة: ديدوش مراد، محمد بوضياف ومحمد العربي ين مهيدي إلى سويسرا خلال شهر جويلية 1954 بغية ربط الاتصال بأعضاء الوفد الخارجي «بن بلة، خيضر وآيت أحمد» لتبليغهم بنتائج اجتماع مجموعة الـ22 من جهة وتكليفهم بمهمة الإشراف على الدعاية لصالح الثورة. ومع اقتراب الموعد المحدد لتفجير الثورة تكثفت نشاطات بن بولعيد من أجل ضبط كل كبيرة وصغيرة لإنجاح هذا المشروع الضخم، وفي هذا الإطار تنقل بن بولعيد إلى ميلة بمعية كل من محمد بوضياف وديدوش مراد للاجتماع في ضيعة تابعة لعائلة بن طوبال وذلك في سبتمبر 1954 بغرض متابعة النتائج المتوصل إليها في التحضير الجاد لإعلان الثورة المسلحة ودراسة احتياجات كل منطقة من عتاد الحرب كأسلحة والذخيرة. وفي 10 أكتوبر 1954 التقى بن بولعيد، كريم بلقاسم ورابح بيطاط في منزل مراد بوقشورة بالرايس حميدو وأثناء هذا الاجتماع تم الاتفاق على: 1 - إعلان الثورة المسلحة باسم جبهة التحرير الوطني. 2- إعداد مشروع بيان أول نوفمبر 1954. 3-تحديد يوم 22 أكتوبر 1954 موعدا لاجتماع مجموعة الستة لمراجعة مشروع بيان أول نوفمبر وإقراره. 4- تحديد منتصف ليلة الاثنين أول نوفمبر 1954 موعدا لانطلاق الثورة المسلحة.
وطيلة المدة الفاصلة بين الاجتماعين لم يركن بن بولعيد إلى الراحة بل راح ينتقل بين مختلف مناطق الجهة المكلف بها "الأوراس" ضمن العديد من الزيارات الميدانية للوقوف على الاستعدادات والتحضيرات التي تمت وكذا التدريبات التي يقوم بها المناضلون على مختلف الأسلحة وصناعة القبائل والمتفجرات التقليدية. وفي التاريخ المحدد التأم شمل الجماعة التي ضمت: بن بولعيد، بوضياف، بيطاط، بن مهيدي، ديدوش وكريم وذلك بمنزل مراد بوقشورة أين تم الاتفاق على النص النهائي لبيان أول نوفمبر 54 إثر مراجعته والتأكيد بصورة قطعية على الساعة الصفر من ليلة فاتح نوفمبر 54 لتفجير الثورة المباركة وأجمع الحاضرون على التزام السرية بالنسبة للقرار النهائي التاريخي والحاسم ثم توجه كل واحد إلى المنطقة التي كلف بالإشراف عليها في انتظار الساعة الصفر والإعداد لإنجاح تلك العملية التي ستغير مجرى تاريخ الشعب الجزائري. وهكذا عقد بن بولعيد عدة اجتماعات بمنطقة الأوراس حرصا منه على انتقاء الرجال القادرين على الثبات وقت الأزمات والشدائد، منها اجتماع بلقرين يوم 20-10-1954 الذي حضره الكثير من مساعديه نذكر منهم على الخصوص: عباس لغرور، شيهاني بشير، عاجل عجول والطاهر نويشي وغيرهم وخلال هذا اللقاء أعلم بن بولعيد رفاقه بالتاريخ المحدد لتفجير ثورة التحرير كما وزع على الحضور بيان أول نوفمبر وضبط حصة كل جهة من الأسلحة والذخيرة المتوفرة. وقبل مرور أسبوع على هذا اللقاء عقد بن بولعيد اجتماعين آخرين في 30 أكتوبر 1954 أحدهما في دشرة «اشمول» والآخر بخنقة الحدادة التقى أثناءهما بمجموعة من المناضلين وألقى كلمة حماسية شحذ فيه همم الجميع. وفي الغد عقد اجتماعا قبل الساعة صفر، وقد ضم هذا الأخير قادة النواحي والأقسام وفيه تقرر تحديد دشرة أولاد موسى وخنقة لحدادة لالتقاء أفواج جيش التحرير الوطني واستلام الأسلحة وأخذ آخر التعليمات اللازمة قبل حلول الموعد التاريخي والانتقال إلى العمل المسلح ضد الأهداف المعنية. وفي تلك الليلة قال بن بولعيد قولته الشهيرة: "إخواني سنجعل البارود يتكلم هذه الليلة" وتكلم البارود في الموعد المحدد وتعرضت جل الأهداف المحددة إلى نيران أسلحة جيش التحرير الوطني وسط دهشة العدو وذهوله. وفي صبيحة يوم أول نوفمبر 54 كان قائد منطقة الأوراس مصطفى بن بولعيد يراقب ردود فعل العدو من جبل الظهري المطل على أريس بمعية شيهاني بشير، مدور عزوي، عاجل عجول ومصطفى بوستة. وقد حرص بن بولعيد على عقد اجتماعات أسبوعية تضم القيادة ورؤساء الأفواج لتقييم وتقويم العمليات وتدارس ردود الفعل المتعلقة بالعدو والمواطنين. وفي بداية شهر جانفي 1955 عقد هذا الأخير اجتماعا في تاوليليت مع إطارات الثورة تناول بالأخص نقص الأسلحة والذخيرة، وقد فرضت هذه الوضعية على بن بولعيد اعلام المجتمعين بعزمه على التوجه إلى بلاد المشرق بهدف التزود بالسلاح ومن ثم تعيين شيهاني بشير قائدا للثورة خلال فترة غيابه ويساعده نائبان هما: عاجل عجول وعباس لغرور.
وفي 24 جانفي 1955 غادر بن بولعيد الأوراس باتجاه المشرق وبعد ثلاثة أيام من السير الحثيث وسط تضاريس طبيعية صعبة وظروف أمنية خطيرة وصل إلى « القلعة « حيث عقد اجتماعا لمجاهدي الناحية لاطلاعهم على الأوضاع التي تعرفها الثورة وأرسل بعضهم موفدين من قبله إلى جهات مختلفة من الوطن. بعد ذلك واصل بن بولعيد ومرافقه عمر المستيري الطريق باتجاه الهدف المحدد. وبعد مرورهما بناحية نقرين «تبسة « التقيا في تامغرة بعمر الفرشيشي الذي ألح على مرافقتهما كمرشد. وعند الوصول إلى « أرديف « المدينة المنجمية التونسية، وبها يعمل الكثير من الجزائريين، اتصل بن بولعيد ببعض هؤلاء المنخرطين في صفوف الحركة الوطنية، وكان قد تعرف عليهم عند سفره إلى ليبيا في منتصف أوت 1954، وذلك لرسم خطة تمكن من إدخال الأسلحة، الذخيرة والأموال إلى الجزائر عبر وادي سوف. وانتقل بن بولعيد من أرديف إلى المتلوي بواسطة القطار ومن هناك استقل الحافلة إلى مدينة قفصة حيث بات ليلته فيها رفقة زميليه. وفي الغد اتجه إلى مدينة قابس حيث كان على موعد مع المجاهد حجاج بشير، لكن هذا اللقاء لم يتم بين الرجلين نظرا لاعتقال بشير حجاج من قبل السلطات الفرنسية قبل ذلك. وعند بلوغ الخبر مسامع بن بولعيد ومخافة أن يلقى نفس المصير غادر مدينة قابس على جناح السرعة على متن أول حافلة باتجاه بن قردان. وعند وصول الحافلة إلى المحطة النهائية بن قرادن طلب هؤلاء من كل الركاب التوجه إلى مركز الشرطة، وحينها أدرك بن بولعيد خطورة الموقف فطلب من مرافقه القيام بنفس الخطوات التي يقوم بها، وكان الظلام قد بدأ يخيم على المكان فأغتنما الفرصة وتسللا بعيدا عن مركز الشرطة عبر الأزقة. ولما اقترب منهما أحد أفراد الدورية أطلق عليه بن بولعيد النار من مسدسه فقتله. وواصلا هروبهما سريعا عبر الطريق الصحراوي كامل الليل وفي الصباح اختبأ، وعند حلول الظلام تابعا سيرهما معتقدين أنهما يسيران باتجاه الحدود التونسيةالليبية لأن بن بولعيد كان قد أضاع البوصلة التي تحدد الإتجاه، كما أنه فقد إحدى قطع مسدسه عند سقوطه. وما أن طلع النهار حتى كانت فرقة الخيالة تحاصر المكان وطلب منهما الخروج وعندما حاول بن بولعيد استعمال مسدسه وجده غير صالح وإثر ذلك تلقى هذا الأخير ضربة أفقدته الوعي وهكذا تم اعتقال بن بولعيد يوم 11 فيفري 1955. وفي 3 مارس 1955 قدم للمحكمة العسكرية الفرنسية بتونس التي أصدرت يوم 28 ماي 1955 حكما بالأشغال الشاقة المؤبدة بعدها نقل إلى قسنطينة لتعاد محاكمته من جديد أمام المحكمة العسكرية في 21 جوان 1955 وبعد محاكمة مهزلة أصدرت الحكم عليه بالإعدام.ونقل إلى سجن الكدية الحصين.وفي السجن خاض بن بولعيد نضالا مريرا مع الإدارة لتعامل مساجين الثورة معاملة السجناء السياسيين وأسرى الحرب بما تنص عليه القوانين الدولية. ونتيجة تلك النضالات ومنها الإضراب عن الطعام مدة 14 يوما ومراسلة رئيس الجمهورية الفرنسية تم نزع القيود والسلاسل التي كانت تكبل المجاهدين داخل زنزاناتهم وتم السماح لهم بالخروج صباحا ومساء إلى فناء السجن. وفي هذه المرحلة واصل بن بولعيد مهمته النضالية بالرفع من معنويات المجاهدين ومحاربة الضعف واليأس من جهة والتفكير الجدي في الهروب من جهة ثانية. وبعد تفكير متمعن تم التوصل إلى فكرة الهروب عن طريق حفر نفق يصلها بمخزن من البناء الاصطناعي وبوسائل جد بدائية شرع الرفاق في عملية الحفر التي دامت 28 يوما كاملا. وقد عرفت عملية الحفر صعوبات عدة منها الصوت الذي يحدثه عملية الحفر في حد ذاتها ثم الأتربة والحجارة الناتجة عن الحفر. وقد تمكن من الفرار من هذا السجن الحصين والمرعب كل من مصطفى بن بولعيد، محمد العيفة، الطاهر الزبيري، لخضر مشري، علي حفطاوي، إبراهيم طايبي، رشيد أحمد بوشمال، حمادي كرومة، محمد بزيان، سليمان زايدي وحسين عريف. وبعد مسيرة شاقة على الأقدام الحافية المتورمة والبطون الجائعة والجراح الدامية النازفة وصبر على المحن والرزايا وصلوا إلى مراكز الثورة. وفي طريق العودة إلى مقر قيادته انتقل إلى كيمل حيث عقد سلسلة من اللقاءات مع إطارات الثورة ومسؤوليها بالناحية، كما قام بجولة تفقدية إلى العديد من الأقسام للوقوف على الوضعية النظامية والعسكرية بالمنطقة الأولى "الأوراس". وقد تخلل هذه الجولة إشراف بن بولعيد على قيادة بعض أفواج جيش التحرير الوطني التي خاضت معارك ضارية ضد قوات العدو وأهمها: معركة إيفري البلح يوم 13-01-1956 ودامت يومين كاملين والثانية وقعت بجبل أحمر خدو يوم 18-01-1956. وقد عقد آخر اجتماع له قبل استشهاده يوم 22 مارس 1956 بالجبل الأزرق بحضور إطارات الثورة بالمنطقة الأولى وبعض مسؤولي جيش التحرير الوطني بمنطقة الصحراء. ومساء اليوم نفسه أحضر إلى مكان الاجتماع مذياع الذي كان ملغما الذس ألقته قوات العدو(الاستعمار الفرنسي) وعند محاولة تشغيله انفجر مخلفا استشهاد قائد المنطقة الأولى مصطفى بن بولعيد وخمسة من رفاقه.
الجمعة، 5 أبريل 2013
ذكريات من تاريخ الجزائر المصور ancienne algerien
1960، للترويج للقضية الجزائرية و نقل رسالتها الى الأمم المتحدة.
Krim Belkacem reçu par le président Mao-Tsé-Toung, à Pékin en 1960, pour faire passer le message de la
cause algérienne aux nations unis
سنة 1957.
زهرة ظريف مجاهدة ناضلت في الجبهة الوطنية للتحرير، زوجة رابح بيطاط قيادي في الجبهة، قبض عليها الجيش الفرنسي سنة 1957 بعد أن زرعت قنابل في عدة أماكن بالعاصمة و حكم عليها بالسجن لمدة 20 سنة أعمال شاقة، تم اطلاق سراحها سنة 1962 بعد استقلال الجزائر. عملت كمحامية و كمدرسة، ثم شغلت منصب سيناتور في البرلمان الجزائر و منصب نائب رئيس مجلس الأمة بعد الاستقلال.
L'arrestation de Zohra Drif par l'armée française en 1957
Zohra Drif est une Modjahida et militante dans le FLN et épouse de Rabah Bitat, un des neuf chefs historiques du FLN.
Elle a été arrêté en 1957 par l'armée française et condamnée ensuite à 20 ans de travaux forcés . Elle a été libéré après l’indépendance de l'Algérie en 1962.
Elle est devenue après l’indépendance avocate, enseignante, députée et puis vice-présidente du Conseil de la nation
جزائريون يحيون الرئيس أحمد بن بلة، أول رئيس للجمهورية الجزائرية، الجزائر العاصمة سنة 1963
Des algériens saluant le président Ahmed Ben Bella, le premier président de la république algérienne, Alger 1963
فتاة جزائرية سنة 1900 | Une algérienne en 1900
نساء عاصميات (من الجزائر العاصمة) عند أحد مصوري المدينة، الجزائر بداية القرن الماضي
Trois femmes algéroises dans un atelier d'un photographe de la ville, Algérie début du XXe siécle
مجاهد جزائري في الطريق إلى تنفيذ حكم الإعدام
"قايد" من قسنطينة رفقة أبناءه، قسنطينة، الجزائر عشرينات القرن الماضي
Un riche Caid de Constantine entouré de ses fils, Constantine, Algérie les années 1920s
الروائي الذي اعترف بمكانته الدكتور طه حسين : مـــــولـــــود مـــعـــمّـــري - Mouloud Mammeri
مـــــولـــــود مـــعـــمّـــري - Mouloud Mammeri
الروائي الذي اعترف بمكانته الدكتور طه حسين
الروائي الذي اعترف بمكانته الدكتور طه حسين
(1917م -1989م)
- ولد الروائي مولود معمري في 28 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بآث يني - ولاية تيزي وزو
- نشأ وسط أسرة ذات جاه وعلم مهدت له ظروفا مواتية لاحتضان العلم والأدب، حيث تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة القرية، وهي المنطقة التي كانت ملهما قويا لمختلف الأعمال الأدبية التي أصدرها فيما بعد·
- وفي العام 1928 التحق بالمملكة المغربية وهو لم يتجاوز الحادي عشر من عمره، ودرس بمدينة الرباط في كنف عمه الذي كان من الشخصيات المقربة للملك المغربي محمد الخامس آنذاك·
- في العام 1932 عاد معمري إلى أرض الوطن، فالتحق بثانوية بوجو (ثانوية الأمير عبد القادر حاليا) بباب الواد بالعاصمة، ثم انتقل إلى ثـانوية لويس الأكبر بباريس فيما بعد·
- وفي العام 1939 جُنـِّد (الـدّا المولود) من طرف السلطات الإستعمارية، غير أنها سرعان ما أخلت سبيله سنة ,1940 فكانت فرصة للإلتحاق بجامعة الحزائر بكلية الأداب·
- وفي نفس السنة، نشر بمجلة ''أكـدال'' المغربية مجموعة هامة من المقالات المتعلقة بالمجتمعات الأمازيغية، والتي تناولها في بعد انتروبولوجي زاد من وتيرة ترقية اللغة والثقافة الأمازيغتين، كما شارك أيضا في الحملة العالمية لمناهضة الحرب العالمية الثانية·
- وفي العام 1942 أعيد تجنيده بعد الإنزال الأمريكي، فترشح غداة نهاية الحرب إلى مسابقة توظيف أساتذة الآداب، ليعود إلى الجزائرسنة .1947
- وخلال هذه المرحلة، كان مولود معمري مدرسا بالمدية، ثم ببن عكنون بالعاصمة، فكانت مرحلة هامة لوضع أولى اللبنات لروايته الأولى ''الهضبة المنسية'' التي صدرت العام ,1952 وهو العمل الأدبي الذي ارتقى بالكاتب إلى مصف العظماء، وقد نالت إعجاب كبار الكتاب آنذاك، حيث تمنى الأديب (طه حسين) أن تكون كتبت بالعربية ليطلع عليها القراء العرب لما تحمله من قيم جمالية وفنية رائعة·
- وفي العام 1955 أصدر الكاتب عملا روائيا جديدا بعنوان ''نوم العادل '' فأخذت شهرته تكتسح الأصقاع وازداد الطلب على روايتيه لما تحملانه من بعد إنساني حضاري يرتبط ارتباطا وثيقا بالإرث الثقافي للقبائل.
- كان الروائي مناضلا ثقافيا أسس للسانيات الأمازيغية وأنجز عملا كبيرا في النحو الأمازيغي أسماه '' تـاجرومـت '' وهو ما نعني به القواعـد·
- ومع تسارع الأحداث، تفطنت الإدارة الفرنسية لأمر الكاتب فقررت ملاحقته واستهدافه، وقد كان كاتبا فذا ينبذ الإستعمار ويتغنى بالسلم والحرية، فكان عليه أن يغادر الجزائر وهو ما كان فعلا حين اتجه إلى مدينة الرباط سنة,1957 وكانت تلك محطة هامة لإنجاز دراسات تتناول اللسانيات الأمازيغية في سياق أكاديمي منسق، زادته ثراءا احتكاك الكاتب بأمازيغ المغرب، وهو ما أسس لأولى المحاولات لتأسيس قاموس أمازيغي موحد بين دول المغرب الكبير·
غداة الاستقلال عاد الروائي مجددا إلى الجزائر، وأصدر في العام 1965 رائعة ''الأفيون والعصا''
- وخلال المرحلة الممتدة ما بين 1965 و 1972 أشرف على تدريس اللـغة الأمازيغية بالجامعة في إطار خلية الإتنوبولـوجيا التي كان يشرف عليها، غير أنه منع في العديد من المرات من إلقاء دروس خاصة بهذه اللغة، وكان يجبر على الحصول على ترخيص لإلقاء تلك الدروس، وامتد الأمر كذلك إلى غاية سنة ,1973 حيث تقرر خلالها حذف وحدة الإتنولوجيا من المقرر على أساس تصنيفها ضمن الوحدات الموروثة عن الإستعمار·
- إن روايات معمري تختلف اختلافا جذريا عن الأعمال الأدبية التي كتبت بالفرنسية منذ بداية القرن العشرين، ولقد اتضح منذ البداية أنه مشروع روائي يوازي فكر الأدباء الذين انصهروا في سياسة الاندماج والمثاقفة من قبل، وتبين جليا أن رواياته لم تكن إلا دعوة صريحة إلى أدب وطني أصيل.
- في سنة 1965 جمع الكاتب ونشر مجموعة قصائد الشاعر ''سي محـند أومـحـند''، فساهم بذلك في ضع لبنة أخرى في سياق الحفاظ على التراث الشفوي للشاعر بعد تلك التي قام الكاتب مولود فرعون· وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1969 و 1980، أشرف ''الـدّا المولود'' على رئاسة المركز الوطني للأبحاث الأنتروبولوجية والدراسات ما قبل التاريخ والإتنولوجيا، حيث أصدر مجلة ليبيكا التي اتسمت بدراساتها ذات الطابع العلمي، كما نشر سنة 1973 مجموعة قصصية موسومة'' موظف البنك'' والتي تضمنت أيضا مقالات سبق وأن نشرها من قبل·
الـــــــربـيــــع الأمـــازيـــــــغــــــــــي:
- في سنة 1980 تلقى الكاتب دعوة إلى إلقاء محاضرة بجامعة تيزي وزو بعنوان''الأدب الشعبي القبائلي'' غير أن السلطات الولائية قررت يوم 10 مارس 1980 إلغاء المحاضرة، مما ألهب الأجواء الطلابية وتسارعت الأحداث فولدت مواجهات مؤسفة يوم 20 أفريل ,1980 وهي الأحداث التي أصبحت تسمى بـ ''الربيع الأمازيغي ''· وفي نفس العام، لم تتوقف آلة الكاتب من تلفظ ما كانت تدونه من أعمال أدبية، حيث أقدم على تجربة نشر ما جادت قريحته من شعر، فكان ديوان ''أشـعار القبيلة ''مولودا أدبيا مميزا في تلك السنة·
- وفي سنة 1982 يعود ''الـدا المولود'' إلى العمل الروائي فينشر روايته الرابعة الموسومة ''العـبور''.
- وفي نفس السنة، أسس بباريس مركز الدراسات والأبحاث
الأمازيغية، وكذا أنشأ مجلة '' أوال '' التي تعني الكلمة·
- وفي العام ,1988 كرم مولود معمري بالدكتوراه الفخرية منحتها له جامعة السوربون نظير ما قدمه من أعمال أدبية إنسانية خالدة·
ســـــــاعـــة الـــرحــــيــــــــل:
-كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا وبضعة دقائق من ليلة 26 فيفري 1989، كان مولود معمري يهم بالخروج من مدينة عين الدفلى· كان الليل دامسا، ولا ضياء في الأفـق··· انعطفت سيارة الكاتب (بيجو 205) في منعرج خطير··· تقابلها شاحنة متوقفة في الطريق، وأضوائها منطفئة، وحتى مثلث الخطر للشاحنات كان غائبا عن قارعة الطريق··
- حينما همّ مولود معمري بتفادي الشاحنة المتوقفة، أدار المقود إلى اليسار··· ولسوء الحظ، تنبعث الأضواء الوهاجة من سيارة قادمة بأقصى سرعة من الجهة المعاكسة··· الكاتب يجد نفسه مجبرا على تفادي السيارة، يدير بسرعة مقود السيارة إلى أقصى اليسار··· فتحدث الفاجعة ··· تنحدر السيارة في منحدر، فتصدم بشجرة ثابتة· بعد 20 دقيقة من الإسعافات (حسب رواية الطبيب المناوب)، ينقل الكاتب في سيارة إسعاف إلى استعجالات مستشفى عين الدفلى (أقرب مستشفى)، كان مجهزا بالوسائل الطبية ولكن من غير طبيب جراح في ذلك الحين· كانت الدماء تتطاير من كل أنحاء جسم الكاتب، لقد فقد كميات كبيرة من الدم· وبعـد حوالي ساعة من الزمن بعد دخوله مستشفى عن الدفلى، تصل الروح إلى بارئها، ويرحل الكاتب···
- كانت وثائق الهوية (جواز السفر ورخصة السياقة) تحملان اسم: مـحـمد معمـري، ولا أحد من الطاقم الطبي تعرف على الكاتب· لقد اتصل أعضاء الطاقم بالشرطة وطالبوا بالاتصال بعنوان عائلة المتوفي كما ورد في رخصة السياقة: شارع سفينجة - بلدية الأبيار - الجزائر·
- وفي حدود الساعة الثامنة صباحا، وصل الدكتور عـمار خريـص (دكتور على صلة وطيدة بالثقافة) ورئيس مصلحة طب الأطفال، إلى المستشفى وتم إخطاره بوجود جثة سائق سيارة في مصلحة حفظ الجثث، ونقل أعضاء الطاقم له الحكاية عن آخرها···
وعندما تقدم الدكتور إلى الجثة تعرف بسرعة على الكـاتب، إلتفت خلفه، ففاجأ زملاؤه بصوت قوي:
'' إنـه الكـاتب مـولـود معـمري''، ليصاب الحضور بذهول غريب···
كان الدكتور خريص في غاية التأثر والأسى، لقد اتصل بجميع أصدقائه، من العطاف (منطقته الأصلية)، عين الدفلى، الجـزائر، تيزي وزو···(إلخ) إلى غاية الساعة التاسعة وعشر دقائق، استطاع أخيرا أن يتحدث مع ابنة الكاتب معمري عن طريق الهاتف···
لقد تلعثمت الكلمات قي لسانه، غير أنه بادر أخيرا وأنبأها بالفاجعة···
- وفي حدود الساعة الثانية زوالا من يوم 27 فيفري 1989، كانت جثة الفقيد قد وصلت أمام عتبة بيته بشارع سفينجة بالجزائر· وفي نهار الغد، ينقل النعـش إلى موطنه الأصلي بقرية تاوريرت ميمون، ويدفن الفقيد في جو جنائزي رهيب·
آخــــر تصريح لمـولود مـعـمـري:
قبل يومين من رحيل الكاتب مولود معمري، أجرت مجلة ''LE MATIN du Sahara' - صباح الصحراء - (الصادرة بالمغرب) حوارا صريحا مع ''الـدا المـولود '' وكان الحوار مركزا عن إشكالية خصائص وعولمة الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية، وخلال الحوار كانت إجابات الكاتب تفاؤلية نوستالجية أحيانا نلمس فيها الكثير من القراءات، لقد كان إنسانيا في إجاباته ومجايلا لكتاب عصره من الشباب· وخلال الحوار، طرح عليه سؤال عن رأيه في الكتاب الشباب الذين بدأوا يغزون الساحة الأدبية برواياتهم، وهل يشعر بأن له مكان في الرواية الجديدة أم لا، كان جوابه صريحا متينا من غير أية عقدة، وليتأمل القارئ سعة صدر الكاتب وعدم إحساسه بأي غرور أو عقدة الشباب، بقدر ما هي قيمة إنسانية نتمنى ألا يفتقدها المثقف الجزائري في كل الأحوال:
'' أؤكد بأنني لا أطمح إلى أية عامة في هذه الروايات الجديدة، بل أنا راض كل الرضا عن النوع الجديد من الكتابة الذي أصبح يتميز به أولئك الشباب كما أن لهم نظرة جديدة في التفكير تتوافق ووقتنا المعاصر، وعليه لا بد أن يتجسد ذلك في كتاباتهم''·
وفي سؤال عن عما إذا كان لا يزال في تواصل مع كتابة الرواية أو العمل المسرحي، أجاب معمري حرفيا:
''بالطبع، أشتغل حاليا على رواية وثالث عمل مسرحي، وأتمنى أن أعكف على الكتابة الإبداعية إلى آخر أيامي''·
قـصـة مـؤثــــرة:
- وفي آخر الحوار، ذكر الصحافي حكاية مؤثرة وقعت أثناء الحوار، حيث طلب من مولود معمري أن يعطيه قلمه حتى يتمكن من كتابة عنوانه بالجزائر· وفعلا قدم معمري سيالته للصحافي المغربي، وشرع الأخير قي كتابة العنوان، وفجأة توقف القلم عن الكتابة، فاستفسره الصحافي:
''ولكن لا وجود للحبر في قلمك''؟· فأجابه الكاتب مازحا:
''أظنه مـات···'' وما إن بادر بالجواب حتى انفجر الصحافي ضاحكا، ثم ترجاه أن يمكث أياما إضافية في مدينة وجدة إلا أن جواب مولود معمري كان صارما:
''لا، لا أستطيع· لدي موعـد هـام ينتظرني'' وكانت تلك آخر مرة يلتقي الصحافي بالكاتب·
كان ذلك موعد مع الموت·· وكان موعد لا لقاء فيه من بعد··· ف
إعـداد وترجمـة : حـمزة عـماروش
المصدر: http://www.djazairnews.info/trace/37-trace/10240-2010-02-15-16-20-03.html