أيها الإخوة الجنود , أيها الإخوة الضباط الصف أيها الإخوة الضباط , سلام الله عليكم , في هذه الدقائق الخالدة و هي الدقائق الحاسمة و أنتم على أهبة السفر جاهزين للرحيل من الجزائر التي هي قطعة من الوطن العربي للتوجه للدفاع عن قطعة أخرى من الوطن العربي ألا و هي فلسطين و هذه هي المرة الثانية و في مدة قصيرة جدا آخذ الكلمة للتعبير عن وجهة نظر الشعب الجزائري و الثورة الجزائرية تجاه هذه الأحداث الخطيرة التي يعيشها الوطن العربي , إن هذه المؤامرة دبرت قبل اليوم و ظهرت للعيان و ظهرت نتائجها للعالم أجمع. ففي الساعة السادسة وقع هجوم عام من طرف عصابة الصهاينة على الجمهورية العربية المتحدة و على كثير من المناطق العربية و هذا ما يدل على أن بقاء الوطن العربي مرهون بالقضاء على إسرائيل هذه الدولة التي صنعها الأمريكان و بريطانيا و حلفائهما و قامت بوحيهما . لقد شرحت بالأمس أسس هذه المعركة التي يجب أن تكون عامة إن بلادنا في حالة حرب مع ما يسمى بدولة الصهاينة هذا هو موقف الجزائر الإشتراكية التي تؤمن أن المعركة ضد الإمبريالية و إسرائيل وفي فيتنام و جنوب إفريقيا و في كل مكان و المسؤول عن كل التعديات هي الإمبريالية و زعيمتها أمريكا , و ما دامت المعركة بدأت فنتذكر أن عرب 67 ليسوا عرب 48 و لتكون شاملة ضد العدو حتى يعلم أن التاريخ يخدم صالح العروبة و الوطن العربي كما قلت بالأمس أننا أصحاب حق و سنكافح سنة أو سنتين حتى نسترجع مكاسبنا هذا جوهر المعركة , أنتم عندما تتوجهون إلى قلب المعركة التي تدور رحاها على ألف أميال , إنكم تتوجهون إلى قطعة من أرضكم سلبها الصهاينة, إن الوقت ليس وقت كلام بل وقت تجنيد و عمل و الجزائر واقفة إلى جانب العرب في القاهرة أو في دمشق أو في أي مكان من الوطن العربي. أنتم بصفتكم طلائع أولى لشعب لم يطأطئ رأسه طيلة الأجيال و أنتم بذهابكم إلى المعركة ستدافعون عن فكرة سامية ألا و هي القضاء على قاعدة الإستعمار و على خنجر في قلب الأمة العربية , إنكم تحملون أمجادا و بطولات شعب كامل بدأت بحرب الأمير عبد القادر و لن تنتهي حتى يتطهر كل شبر من الوطن العربي. إنكم تحملون مجد الأمير عبد القادر و مجد جيش التحرير , و مجد المليون و نصف شهيد و لابد أن تشرفوه , إن الأمهات و إن كانت دموعهن لم تجف بعد , فإنهن مستعدات لأن يزغردن , كما فعلن في الماضي غير البعيد , و إننا نطلب منكم أن تستشهدوا في المعركة أو ترجعوا ضافرين و على رؤوسكم راية النصر حاملين مجد و سمعة و تاريخ الشعب و نطلب منكم باسم الأمهات و المجاهدين و الشعب و الجزائر , إما النصر أو الإستشهاد و هذه هي طريقة جيش التحرير , فإلى الأمام فقلوب شعبنا معكم و النصر لنا و الله أكبر. 06 جوان 1967 . ( نشر وزارة الإعلام و الثقافة) "إدارة الوثائق و المنشورات" |
0 التعليقات:
إرسال تعليق