**الســلام عليكـم**

ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

ترجمة/Translate

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

بعثة عمر بن عبد العزيز إلى بلاد المغرب


تعريف بعمر بن عبد العزيز:
   هو عمر بن عبد العزيز بن الحكم بن أبي العاص بن أميَة بن عبد شمس بن عبد مناف ،أبو حفص القرشي الأموي أمير المؤمنين وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وهناك إختلاف في سنة ولادته هناك من يقول 61 هـ وهناك من قال 63 هـ،     نشأ عمر في المدينة بعد أن قضى طفولته الأولى في "حلوان" –بمصر –نشأ نشأة كريمة ترفل بمباهج النعم و مباذل الجود، وقد لقب بأشج بين أمية، ولما بلغ العزيز العشرين من عمره ذهب في زيارة لعمه" عبد الملك" بالشام، فعرض عليه هذا الأخير الزَواج من ابنته "فاطمة"، فقبل "عمر"، كان  ـ رضي الله عنه-  شاب أبيض جميل ،حسن اللون ،دقيق الوجه ،ممتلئ الجسم ،ريَان لا يصرف الرائي عنه بصره إذا رآه،فإذا جاوز الطريق بقيت رائحته مستقرة في المكان الذي يمر به ،وينتظر النَاس ثيابه بباب الغسال ،فإذا أرسلها تسابق النَاس إليه يعطونه الدرَاهم الكثيرة حتى يغسل ثيابهم من كثرة ما حملت ،وما تترك في الماء من عنبر وطيب، و النسك و التواضع، أهم صفة وهي العدل وحفظ العهد و الميثاق كما كان فقيها عالما بالحديث فقد جمع القرآن وهو صغير، فولي "عمر بن عبد العزيز" الخلافة يوم الجمعة لعشر ليال خلون من صفر سنة 99هـ ، أما عن جهوده في نشر الإسلام ببقاع الأرض فكانت جبارة فقد وصلت دعوته إلى جميع أرجاء المغرب حتى لم يبقى في شمال إفريقيا أي ساكن وقد دخل الإسلام ،وقد اجتهد رحمه الله في مدة ولايته مع قصرها حتى رد المظالم وصرف لكل ذي حق حقه، وتوفي عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـيوم الجمعة لخمس ليال بقين من رجب بدير سمعان * في سنة إحدى ومائة وهو ابن تسع وثلاثين وأشهر.
البعثة العلمية (البعثة العشرة):
تعريفها: هي مشروع دعوي تربوي علمي ،أراد"عمر بن عبد العزيز" ـ رضي الله عنه- تطبيقه في أرض إفريقيا، ركز فيه هذه المرة على فتح العقول لا فتح الأقاليم ،و إحياء القلوب وتطهير نفوس الشعوب الجديدة التي دخلت في الإسلام، من البربر وإرشادهم إلى الشريعة السمحة وتعاليمها، فكان هدف هذا المشروع إشاعة الرَُشد وبث العلم و التفريق بين الحلال و الحرام و الحرص على الأمن والتآخي و المساواة،بعد أن لاحظ العزيز أن شيوع الإسلام بها لم يكن إلا أمرًا سطحيا لا يقيها كيد الكائدين و لا يحقق فيها ما يشدَُ أزر الدين،ومن أجل نجاح هذا المشروع اختار "عمر بن عبد العزيز" ـ رضي الله عنه- عشرة من الفقهاء و العلماء ليقوموا بخدمة تعليم أهل إفريقيا مبادئ دينهم و لغتهم و نشر حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين صفوفهم لينالهم من الخير مثل الذي عم إخوانهم من أهل الحجاز والشام و العرَاق ،وهكذا كان تطلع العزيز لغزو القلوب والعقول والنفوس بدين الله فأرسل العلماء العشرة.
أعضائها:
أولا:إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
ثانيا: بكر بن سوادة الجذامي ،أبو ثمامة
ثالثا: جُعثْل بن عاهان الرَُعيْني القتباني،أبو سعيد
رابعا:سعد بن مسعود التيجبي :أبومسعود
خامسا:وهب بن حي المعافري
سادسا:عبد الله بن يزيد المعافري الحبلي:أبو عبد الرحمن
سابعا:عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني
ثامنا:طلق بن جعبان الفارسي
تاسعا:حبان بن جبلة القرشي
عاشرا :عبد الرَّحمن بن رافع التنوخي،أبو الجهم
أهدافها:
- اختيار علماء ربانيين اشتهروا بالعلم و الفقه و الدعوة والتجرد للإشراف على التربية والتعليم.
- وضع خطة بعيدة المدى لنشر تعليم اللغة العربية،ومحو الأمية في أوساط القبائل البربرية حتى يسهل عليها بعد ذلك فهم القرآن والسنَّة و التعامل معها.
- الاهتمام بربط النَاس بالقرآن المجيد الذي هو حبل الله المتين، ويكون ذلك بفتح الكتاتيب و جمعيات تحفيظ القرآن و تجويده.
 - البلاغ الواضح المبين لعقائد أهل السنَّة و الجماعة.
- تعليم الناس الحلاَّل والحرَّام.
استراتجيتها:
1/- وضع قانون التفرغ للدعاة.
2/- حض العلماء على نشر العلم و علانيته.
3/- توجيه الأمة الى أهمية العلم.
السير المرحلي لتنفيذ الخطة العلمية :
بدايتها:
- تعيين عشرة من فقهاء التّابعين الذين توفرت فيهم الصفات العلمية والأكاديمية والسلوكية التربوية.
- تحركت القافلة العلمية الدعوية  في مهمتها الجهادية نحو بلاد المغرب.
- استمرت القافلة العلمية في تنفيذ مهمتها الجهادية في أواسط القبائل البربرية ووفق خطة إستراتجية لنشر الإيمان و إحياء السُنَّة وإماتة البدعة،و استفاضة العلم و رفع الجهل ، وإقامة العدل ،و إزالة الظلم.
- وما لبث هؤلاء الفقهاء إلاَ أن {اختط كل واحد منهم دار لسكناه و بنى بحذائها مسجدا لعبادته و مجالسه، و اتخذ بقربه كُتابا لتحفيظ القرآن و تلقين مبادئ العرَبية لصغار أطفال البلد، وأشاعوا الُرّشد ،وبثوا العلم وعلمَوا الحلال و الحرام و حرصوا على الأمن و التآخي و المؤاساة ...فكان إسلام البربر نهائيا من آثار هذه البعثة الكريمة }.
- نجحت هذه القافلة الدعويّة في مهامها الجهاديَة أيما نجاح ،اذ استطاعت في مدة وجيزة أن تبلغ دعوة الله إلى كافة أبناء تلك الأصقاع التي شملت بلاد المغرب، وامتدت عبر البحر إلى الأندلس ،و جنوب فرنسا.
 أساليبها:
أولا :بيان مقاصد الدعوة.
ثانيا: إبراز مكانة مكارم الأخلاق في الإسلام.
ثالثا:تحقيق روح العدل و الإنصاف.
العوامل التي ساعدت على نجاحها:
- الحالة السياسية: الإستقرار السياسي والهدوء النسبي.
- الحالة السلوكية الحركية : امتازت بالصدق في العمل ، والعمل قبل القول.
- الحالة النفسية الفكرية : تمثلت في استقامة قلوب هؤلاء العلماء، ولا تتأثر الشعوب بكلام إلا بكلام القلوب والذَي كان لعامل إخلاصهم  لله، وصدقهم مع ربهم ورسولهم.
- جمال الشريعة الإسلامية: لاشك بأن حق الأمة والجهاد وحق العلم البيان ،وحق الدعوة الحكمة والتدرج،لذلك فقد أخذت هذه القافلة الدعويَة من تطبيق حق الدعوة بالكلمة والتدرج في استيعاب القبائل البربرية وذلك بتقديم الإسلام و الدعوة بسهولة ويسر.
نتائج المترتبة عن نجاح هذه الخطة:
1/- اندماج الفقهاء و المتحدثين و الدعاة مع إخوانهم في الدين من البربر و غيرهم من سكان المغرب
2/-دخول كل من كانت له حاجة إلى لغة مكتوبة أو إلى أدب أهل المغرب وذلك بفضل اهتمام الدعاة بتعليم الكتابة وقواعد اللغة العربية.
3/- إسلام من بقي من البربر و معرفة النَاس الحلال و الحرام فقد كانت الخمر بإفريقيا حلالا حتى وصل هؤلاء التابعون فيبنوا تحريمها.
4/- استطاعت هذه القافلة في مدة وجيزة تبليغ الدعوة إلى كافة أبناء تلك البقاع التي شملت المغرب،وامتدت عبر البحر إلى الأندلس وجنوب فرنسا.
5/- من خلال تطبيق أخلاق الدين الإسلامي السامية دخل ابن الكاهنة –التي حاربت الإسلام و المسلمين- الإسلام و أصبح قائدا من قواد المغرب الإسلامي.
6/- نتج عن السيّر في تطبيق قواعد الدين تغير نظرة البربر حيث أصبحوا ينظرون إلى هؤلاء الفقهاء نظرة إعجاب و تقدير و الإسراع في الانضمام إلى هذا الدين العظيم.


بعض المصادر والمراجع التي يمكن العودة إليها:

* ابن كثير: البداية والنهاية.
* عبد المنعم، الهاشمي: الخلافة الأموية.
*المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر.
*حسين الحاج حسن: حضارة العرب في العصر الأموي.
*السيوطي: تاريخ الخلفاء.
* ابن خلدون: المبتدأ والخبر.
* ابن الجوزي: المنظم في تاريخ الملوك والأمم.
* علي محمد محمد، الصلابي: الخليفة الراشد والمصلح الكبير عمر بن عبد العزيز.....
*عبد العزيز عبد الله الحميدي: الإمام الزاهد والخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز.
* ابن الجوزي: سيرة عمر بن عبد العزيز.
*علي محمد محمد الصلابي: صفحات المشرقة من التاريخ الإسلامي.


من إعداد : حاجي عبد النور

0 التعليقات:

إرسال تعليق

||

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

عنواني على الفايس بوك:

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More