محتويات:
· تعريف حروب الردة
· الأوضاع السياسية بعد وفاة الرسول
· الأسباب التي أدت إلى الارتداد
· هجوم بعض القبائل على المدينة المنورة
· استعداد المسلمين للحرب
· نتائج حروب الردة
تعريف حروب الردة:
يطلق اسم حروب الردة على مجموعة من الحملات العسكرية التي قام بها المسلمون على مجموعة من القبائل العربية، حيث إنّ هذه القبائل ارتدت عن الدين الإسلامي بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث إنّ هناك عدد كبير جداً من القبائل التي ارتدت عن الإسلام والتي كانت من كل أقطار العرب، ما عدا أهل مكة، كما أنّ البعض وصف حالة الردة على أنها كانت عبارة عن انشقاق عن الدولة الإسلامية، ورفضهم تسليم الخلافة لأبو بكر، وقد كان السبب هو الزعزعة التي حدثت في قلوب بعض من ضعاف الإسلام بعد وفاة الرسول، حيث كان باعتقادهم أنّ الرسول لا يموت. اختلفت طريقة ارتداد القبائل، فالبعض منهم قام بالارتداد من خلال إقامة الصلاة فقط، بينما امتنعوا عن دفع الزكاة، والبعض الآخر قام بترك تعاليم الدين الإسلامي بشكل كامل. كما أنّ هذه الفترة شهدت ظهور عدد كبير من المكذبين الذين ادعوا النبوة، والذين من أهمهم مسيلمة الكذاب، والذي التف حوله عدد كبير من الأشخاص واتبعوه على أنه نبي، وكانت حروب الردة شاملة للتخلص من هؤلاء جميعاً، وكانت حروب الردة حروب جهادياً، وقد شارك فيها عدد كبير من المسلمين من أجل القضاء على هؤلاء المخربين الكاذبين، وتم تجهيز جيش المسلمين بأكمل عدة وعتاد من أجل محاربة هؤلاء الكفار، وقد كان أبو بكر الصديق هو حامل اللواء ضد المرتدين، وهو الداعي إلى قتالهم والتصدي لهم.
الأوضاع السياسية بعد وفاة الرسول
كانت وفاة الرسول في تاريخ 12 ربيع الأول لسنة 632هـ، وقد تم مبايعة أبو بكر الصديق من أجل تولي خلافة المسلمين من بعد الرسول،حيث كانت مهمة أبو بكر الصديق هي تولّي جميع مهام الدولة الإسلامية، وعلى الرغم من أن خلافة أبو بكر الصديق كانت قصيرة المدة الزمنية إلّا أنها امتازت بالكثير من المشاكل التي تخللتها، وكانت تحتوي على أبرز الأحداث التاريخية، وهما حروب الردة، وبداية الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام إلى خارج حدود شبه الجزيرة العربية. اتفقت معظم كتب التاريخ الإسلامي على تسمية هذه الفترة بحروب الردة، ولكن اختلف بعض المؤرخون وعلماء السنة على هذه التسمية، حيث إنّ البعض ممن ادعوا النبوة لم يكونوا مسلمين وارتدوا، أمثال مسيلمة الكذاب، بل كان كافراً واستغلّ فرصة زعزعة صفوف المسلمين وادعى النبوة، وبالتالي لا يمكن تسميته مرتد.
الأسباب التي أدت إلى الارتداد
كانت السياسة الإسلامية التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم خلال فترة حكمه تقتضي بأن يتم توحيد العرب جميعهم تحت راية واحدة، وهي راية الدين الإسلامي، وذلك من أجل القضاء على نظام القبائل الذي كان منتشراً بصورة كبيرة في تلك الفترة، وتمكن الرسول من تأسيس جماعة دينية سياسية قوية جداً، كانت تمثل كيان الدولة الإسلامية، وتولى زعامة الدولة من الناحية السياسية والدينية، حيث إنّ كل أفعاله كانت صادرة عن وحي الله وأمره، هذا إضافة إلى أنه لم يتمكن أحد من حكم الدولة الإسلامية كما فعل الرسول. قام الرسول بالتسوية بين القبائل، وذلك كان من خلال تسوية معاملته معهم، فقد كان يصدر أحكاماً عادلة بين الجميع، مهما اختلفت القبيلة، ولم يميل إلى إيثار أهل قبيلته وعشيرته على أحد، وكانت هذه أولى خطوات القضاء على القبلية التي قام بها الرسول، والتي نجح نجاحاً تاماً فيها، وتولى الرسول ولاية هذه القبائل جميعها. تمكن الرسول من توحيد جميع القبائل تحت إمرته وسلطته، ولكن كانت القبائل مفكّكة، حيث إنّ أهل كل قبيلة كانوا يفضلون الالتفاف حول الخليفة الحاكم، وذلك نظراً لحداثتهم في الإسلام، كما أنّ دخول لقبائل في الإسلام كان قراراً سياسياً، ولقد تمكن المسلمين في عهد الرسول أن يحققوا مكاسب كبيرة من الناحية الدينية والسياسية والاقتصادية، حيث إنّ المسلمين في تلك الفترة قاموا باستبدال رابطة الدم برابطة الدين والعقيدة، كما أنّهم كانوا يطبقون تعاليم الدين الإسلامي طوال حياتهم، في وقت السلم والحرب، وكانت هذه العادات متأصلة بين الناس على أطراف شبه الجزيرة العربية.
هجوم بعض القبائل على المدينة المنورة
بعد أن تمت مبايعة أبو بكر الصديق خليفة بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، بدأت تتوافد إلى المسلمين أخبار ارتداد بعض الكهنة والمشايخ، كما أنّه بلغ الأمر إلى ادّعاء البعض للنبوة، فكانت ردة الفعل الطبيعية من أبو بكر هي أنه أخذ قرار التصدي لهؤلاء رداً عنيفاً، وبدأ بتحفيز القبائل والمسلمين لشن الهجوم الفوري على هؤلاء المرتدين، وكان المحفز القوي للرد على هؤلاء هو حديث الرسول: (من بدّل دينه فاقتلوه)، كما أنّ هناك بعض من القبائل قاموا بتفرقة الصلاة عن الزكاة وقام أبو بكر بالتصدي لهم أيضاً، حيث إنّ الزكاة هي الرابط الوحيد بين القبائل من الناحية المعنوية، وليس من الناحية المادية فقط، كما أنّ بالزكاة يحدث التكافل الأسري، وكان هذا السبب المباشر الذي دفع أبو بكر أن يحافظ على الزكاة وتأديتها. بينما كان أبو بكر والصحابة يجهزون من أجل الخروج لمحاربة المرتدين قام البعض بإرسال رسل إلى أبو بكر الصديق من أجل التفاوض على أن يقوموا بأداء الصلاة في المقابل لا يريدون تأدية دفع الزكاة، وكان رد فعل بعض المسلمين أن يتم التغاضي عن أمر الزكاة وذلك حقناً لدماء المسلمين، ولكن كان رأي أبو بكر الصديق في هذا الأمر رداً صارماً وهو أنه لا يمكن ذلك. بعد أن رفض أبو بكر طلب بعض القبائل في أن ألا يتم دفع الزكاة قرروا أن يقوموا بشن الهجوم على المدينة المنورة، وكان الرجال ينامون خارج المدينة من أجل الحصول على الأمان والاستعداد لمواجهة أي هجوم قد يتم على المدينة، وكان اليوم المحدد لهجوم المرتدين على المدينة المنورة هي اليوم الثالث بعد إرسالهم بأبو بكر الصديق، حيث قاموا بالهجوم في وقت الفجر، ولكن كان المسلمين بالمرصاد لهم، ونالتهم هزيمة نكراء على أطراف المدينة المنورة، حيث إنّ أبو بكر كان متوقعاً أمر الهجوم على المدينة فقام بتدعيم مناطق الدفاع على أطراف المدينة بتزويدها بأكبر عدد من المدافعين.
استعداد المسلمين للحرب
بعد أن قامت القبائل بالهجوم على المدينة المنورة، قرر أبو بكر الصديق أن يقوم بالهجوم والرد على المرتدين، وبدأ بالتحضير من أجل محاربة المرتدين والقضاء عليهم، وقام بتوزيع الجيوش على القبائل كلها من أجل القضاء على المرتدين، ولم يتركوا شخصاً مرتد أو ادعى النبوة إلا وكانوا له بالمرصاد.
نتائج حروب الردة
من أهم الأمور التي برزت وظهرت بعد الانتهاء من فترة حروب الردة، والقضاء على جميع المرتدين، ما يلي: لمع اسم خالد بن الوليد وذلك بسبب جهوده العظيمة في الحرب، وبسبب حنكته العسكرية في القضاء على المرتدين، وإعادتهم إلى الإسلام. بدأ الدين الإسلامي بالانتشار والتوسع حيث إنّه طال جميع المناطق التي كانت تعتنق الإسلام والتي لم تكن تعتنق الإسلام بعد، وبالتالي هذا الأمر أدّى إلى دخول عدد كبير من الناس في الإسلام. عدم التجرؤ على الارتداد مرة أخرى، حيث إنّ الجميع اتعظ مما حدث للقبائل التي ارتدت، وبالتالي لم يتمكن أحد من إعادة الكرّة مرة أخرى أو الارتداد عن الدين الإسلامي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق