**الســلام عليكـم**

ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

ترجمة/Translate

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

دولة بني حمادـ صفحة رائعة من التاريخ الجزائري

دولة بني حماد



استخلف آل زيري بن مناد الصنهاجي عن العبيديين المغرب الذي كان يشعل نارا بالفتن الناشئة عن النزاع القائم بين العبيديين والأمويين، وما كادوا يتغلبون على الأمويين حتى بدأ الخلاف بينهم، وبعد موت بولوغين تولى ابنه المنصور الحكم بدولته الزيرية وجعل حماد على رأس أشير والمسيلة) .حتى يرد هذا الأخير قبيلته زناته المتحالفة مع الأمويين.
بعد موت المنصور خلفه ابنه باديس الذي أبقى عمه حماد في عمله وأفراده فيه عام 387هـ، وكان باديس يستقدم عمه حماد على صبره ليطفئ الثورات، وفي سنة 395هـ خلفه لمحاربة زناته واشترط عليه حماد ولاية المغرب الأوسط وكل ما يتم فتحه على يديه، فقبل الشرط، وفي سنة 398هـ يختط حماد مدينته الجديدة (القلعة) وكان ينزل بها وبأشير.
هكذا ظل في المغرب الأوسط يقاتل زناته وينتصر عليها في أكثر من مرة فعظم صيته، وبلغ باديس فخشي أن يخرج عن طاعته وبعد تعيين المعز باديس 403هـ ولي للعهد لأبيه,أراد المعز أن يختبر حماد فأرسل إليه بأن يتنازل له عن مدينة قسنطينة والمدن المجاورة لها فأبى حماد ذلك ودخل في حرب أسفرت في الأخير عن تأسيس الدولة الحمادية.
كان آل زيري يبدون الولاء للعبيديين لكن الحقيقة كانت عكس ذلك وبدخول حماد قطع كل صلته معهم وادعى صراحة ولاءه لبني العباس.
وإثر هذا جهز باديس الجيش لقتال حماد الذي استطاع الانتصار عليه، فخرج باديس شخصيا لقتال عمه حماد فانتصر عليه حتى حاصره في القلعة.
وبينما كان حماد محاصراً، توفي باديس واستخلفه المعز، وسار المعز لقتال حماد سنة 408هـ وأخرجه من باغاي وجرح حماد واستطاع أن ينجو بنفسه(
مال حماد بعد هذه الواقعة إلى السلم وأرسل إلى المعز يعرض عليه طاعته فتم الصلح بينهما واستبقى المعز حماد على ملكه السابق.
وابتداء من 408هـ تفرعتصنهاجة إلى دولتين:
الدولة الزيرية التي حكمت في افريقية والدولة الحمادية التي تولت الحكم في المغرب الأوسط، هذا الوضع المتأزم والصراع الدائم على السلطة أدى إلى عقد اتفاقيات بين طرفي النزاع مما يؤكد أهمية الإحتماء، فسمح ذلك بإيجاد طرق دفاعية لحماية العاصمة الجديدة والتي سنوضحها لاحقاً.
1) حماد بن بلكين قبل بناء القلعة
أ) مولده ونشأته:
هو حماد بن بلكين بن زيري بن منقوش الصنهاجي، كان الرابع في ترتيب أبناء بلكين الصنهاجي وهو أول أمراء هذه الأسرة، لقد انفرد حماد بحكم معظم أجزاء الجزائر الحالية. نشأ حماد في بيت الخلافة الفاطمية)في المغرب بسبب كون أبوه وجده زيري اليد اليمنى للدولة الفاطمية، وهناك توضحت ملامح شخصيته وهو طفل صغير.و في جل الكتب التي تتحدث على حماد لا تتطرق إلى تاريخ مولده بشكل دقيق ولكن على حسب عبد الفتاح مقلد الغنيمي << فإن ولادته كانت قبل استقلال أبيه بلكين بحكم المغرب سنة 361هـ بعد سنوات ربما في أعوام 353هـ أو 354هـ<<.)(
ولقد تلقى في قصر الخلافة "الفاطمية" جميع مقومات الشخصية الإسلامية، إضافة لتعلمه فنون القتال والفروسية هذا ما جعله متميزا بين أخوته.
كان حماد على علم كبير بالقرآن الكريم وعلم الحديث ولكنه لم يكن ميالا لتعلم المذهب الإسماعيلي الشيعي)( لأنه كان مهتما بالجانب القتالي، وبرزت شخصيته على مسرح الأحداث في عهد أخيه المنصور بن بلكين سنة 373هـ/983م لما استعان به هذا الأخير لقتال زناته المنافسة لصنهاجة على حكم المغرب.
ب) أهم أعماله:
لقد لمع اسم حماد كقائد عسكري من خلال الحروب مع قبائل زناته حيث كان قائد للجيوش الصنهاجية في الجبهة الغربية للبلاد وقد وعده المنصور بأن يمنحه حكم البلاد التي يستخلصها من أيدي الزناته، ولأن الحروب معها كانت طويلة ومرتبطة مع بعضها البعض فاضطر حماد إلى اتخاذ أشير عاصمة له.)وفي عهد ابن أخيه ابن المنصور 386هـ/996م كان حماد يقوم بحماية حدود الدولة الغربية من هجوم الزناتة اضافة الى انه طيلة حكم ابن اخيه باديس ظل الرجل الثائر الاول و استطاع منذ 373 هـ حتى 363 هـ جمع اعوان له من مختلف البلدان للاطاحة بزناتة الشئ الذي ادى في سنة 395 هـ إلى عقد هدنة معها مما جعله في نفس العام بأخذ عهدا من ابن أخيه باديس بحكم جميع الأقاليم التي يفتحها، إضافة إلى أن بعض المصادر ترى أن نفس العام الذي أمر فيه بتخطيط بناء القلعة والتي ستصبح عاصمة له.
كما أنه قام بقتل الشيعة وإظهار السنة والمذهب المالكي وخلع نفسه من طاعة الفاطميين وإعلانه طاعته للعباسيين عام 405هـ، هذا العام نفسه الذي انتصر فيه على أخوه كرامة بن المنصور الذي كان تحت راية قوات المعز بن باديس.
ومن خلال هذه الأحداث كلها وامتلاكه إلى الأراضي الواسعة من نهر الشلف حتى نهر الملوية، رأى أنه من واجبه أن يقوم بتأسيس دولة ووضع عاصمة سياسية وبناء حصن يحتمي فيه من الأعداء.
لقد شهدت عاصمة الحماديين (القلعة) في عهد حماد ازدهاراً كبيراً من ناحية العمران إلى الناحية الحضارية، وكان عهده متميزا بكثرة البناء والتشييد وقوة الحكم وقد كان الفن المعماري فيها عبارة عن خليط من الفن العراقي والأندلسيكما عمل حماد على توطيد دعائم الدولة بتقريبه لرجال الفكر والعلم والدولة من مجلسه، إضافة إلى أنه كان يزيد من التوسع العمراني والزراعي للدولة،ويشجع على الهجرة إليها حيث نقل إليها أهل المسيلة وأولاد حمزة.
توفي حماد بن بلكين في شهر رجب من سنة 419هـ/1028م، عن عمر يناهز 100عام .
2) بناء القلعة وتأسيس الدولة:
أ- بناء القلعة:

بنيت قلعة بني حماد أو قلعة أبي الطويل في سنة 398هـ/1007 م على منحدر وعر، فوق سفوح جبل تكربوست على الحدود الشمالية لسهول الحضنة على مسافة 36كلم من المسيلة.
تميزت القلعة بمزايا إستراتيجية كبيرة أو أكثر من عاصمة الزيريين لأن حماد سارع لتحصينها وعمرها بسكان المسيلة وأولاد حمزة, إضافة أنها ازدهرت ازدهارا جعل منها قبلة لطلبة العلم، وبعد زحف عرب بني هلال على افريقية محط سكان القيروان فاضطر أهلها للتوجه إلى القلعة، ويرجع الفضل في تطويرها إلى هؤلاء.
ويذكر الإدريسي أن: <<....مدينة القلعة من أكبر البلاد قطرا وأكثرها خلقا وأغزرها خيراً وأوسعها أموالا وأحسنها قصوراً ومساكن....وهي في سند جبل سامي العلو صعب الارتفاع وقد استدار صورها بجميع الجبل ويسمى تكربوست وأعلى هذا الجبل متصل بسيط من الأرض >>.
يمكننا أن نتساءل لماذا لم تتخذ أشير كعاصمة للدولة الحمادية رغم ما عرفت به من إستراتيجية الموقع وحصانتها الطبيعية وكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب,من افريقية إلى تيهرت وعلى الطريق التي تصل تلمسان بالأوراس. فيمكن أن يكون إبعادها كعاصمة إستراتيجية يعود لكونها منطقة آهلة بالحركة ثم أن القبائل الرحل الآتية من الشرق تهددها باستمرار، والمدينة تطل على أراضي زناته إلى جانب أن أشير كانت عاصمة الزيريين، كل هذا جعل حماد في اعتقادنا يبادر بإنشاء عاصمة جديدة ليبرهن في ذلك على استقلاله التام. كما أن الموقع الجديد يقع في موطن صنهاجة وهو يعرفه جيدا بأن طبيعته قاسية ومسالكه وعرة ويكمن حمايته بسهولة وبإعداد قليلة من الجند كونه موقع محصن طبيعياً.
ب- تأسيس الدولة:
بعد وفاة باديس بويع ابنه المعز 454هـ/1062م) كخليفة لوالده الذي واصل مشواره الحربي ضد حماد إذ بمجرد وفاة باديس، قام حماد بالزحف على أشير التي خرجت على سيطرته نتيجة خيانة أهلها وكان ذلك الوقت بها كرامة الوصي المؤقت على عرش افريقية بعد وفاة باديس، حيث تفاجأ بحماد على رأس قوة تعدادها 1500 مقاتل وقد انتهت
بهزيمة كرامة وعودته إلى القيروان.)(
وبعدها بعث حماد إلى باغاية أخاه إبراهيم ليلتقي بأيوب بن يطوفت ليحمل سلام حماد، ويعلن إليه أن ما حدث كان بقضاء الله (الحرب بينهما) وأنه وأخاه على طاعة المعز بن باديس وأخبره أن حماد يطلب الصلح منه، ويبعث له من يثق به من أجل أن يخلفه ويأخذ العهود المكتوبة ليطمئن، فصدقه أيوب وبعث معه أخاه حمامة وحبوس بن القائم بن حمامة وتبعهما غلام أيوب يورين، فغدر حماد بهم وجردهما من الثياب وألبسهم ثياب رثة، وقتل غلام أيوب الذي كان عنده أعز من الولد.)ثم زحف حماد لمحاصرة باغاية فبلغ الخبر بذلك المعز فزحف إليه وسارع بالعساكر إلى حماد وقاتله حتى هزمه وقتل أصحابه وأسر أخاه إبراهيم( سنة 408هـ/1017م.
ونتيجة لانهزام حماد وتفرق أصحابه عنه طلب الصلح من المعز, ولكن المعز اشترط عليه أن يبعث ابنه كضمان على صدق نواياه، فبعث حماد ابنه القائد عام408هـ/ 1017م فعقد له المعز الصلح، واستقل حماد بذلك بعمل المسيلة وطبنة ومقرة ومرسى الدجاج وسوق حمزة وزواوة، وزاد النويري عليها مدينة دكة
وهكذا انتهت الحرب بينهما وانقسمت صنهاجة إلى دولتين: دولة آل زيري ودولة بني حماد ملوك القلعة.
وهكذا نعتبر تاريخ 408هـ/1017م هو التاريخ الفعلي لتأسيس قلعة بني حماد بعد الاعتراف الزيري بها.
3) أمراء بني حماد قبل الانتقال لبجاية:
أ- عمر حماد بن بلكين 408-419هـ/1017-1028م:

يقول لسان الدين بن الخطيب أن حماد كان نسيج وحده وفريد دهره وفحل قومه، ملكا كبيرا وشجاعا، قد قرأ الفقه بالقيروان وناظر في كتب الجدل وأخباره المشهورة وهو الذي بنى القلعة المنسوبة إليه فاتخذ بها القصور العالية والقصاب المنيعة والمساجد الجامعة والبساتين الأنيقة ونقل إليها الناس من سائر البلاد،وهذا بعدما اشترط على باديس أن يحكم كل المناطق التي يفتحها ويستولي عليها من أيادي زناته خارج نطاق الدولة الزيرية، وتوصل حماد إلى الاتفاق مع باديس وهذا يعتبر بمثابة الوثيقة القانونية التي يستند إليها حماد للحصول على الاستقلال الكامل عن بني زيري بعد الحرب التي دارت بين طرفي آل زيري ثبت سلطان بنو حماد وآل باديس،(5)وهذا بعد انعقاد الاتفاق مع الأمير الزيري والاعتراف باستقلال الدولة الحمادية، وتوطد الصلح الذي
تم انعقاده بين الطرفين بتزويج المعز لأخته أمو العلو بعبد الله بن حماد في 415هـ، وبعد ذلك بأربع سنين توفي حماد وخلفه ابنه القائد.)ب- عهد القائد بن حماد بن بلكين 419-446هـ/1028-1054م:
تميزت فترة حكم القائد بالاستقرار وهذا بسبب انشغال المعز بن باديس عنه وهذا لمداهمته من طرف العرب.
وكان القائد سديد الرأي، عظيم القدر، وتحرك إلى محاربة حمامة بن زيري المعز المغراوي أمير مدينة فاس وكانت بينهما حروب أسفرت على موادعة وخلع القائد بني عبيد كما فعل ابن عمه وأدى ولائه إلى بني العباس إلى أن هلك سنة 446هـ فكان ملكه 27 سنة وولي بعده ولده المحسن.)تولى القائد الحكم بعد وفاة أبيه، وعين أخوه يوسف على المغرب وريغلان على حمزة، وزحف إليه حمامة بن زيري بن عطية ملك فاس من مغراوة سنة ثلاثين، فخرج إليه القائد، وأحس بذلك حمامة فصالحهوقد ساعدت عدة عوامل في استقامة أمر الدولة في الحقبة الأولى من عصر القائد بن حماد (419هـ-430هـ) إلى جانب جهود أبيه ومن أبرز هذه العوامل: أن القائد بن حماد قد لعب دورا فعالا في توطيد أسس الصفاء بين أبيه وبين المعز بن باديس، إذ كان السفير والرهينة التي بواسطتها تم الصلح، كما أن العلاقة بين المعز والفاطميين في القاهرة كانت تمر بفترة قلق واضطراب وكان هذا في مصلحة القائد
ج- عهد المحسن بن القائد 446-447هـ/1054-1055م:
بعد وفاة القائد تولى من بعده ابنه المحسن، فحسب ابن خلدون فإن محسن كان جبارا وخرج على عمه يوسف ولحق بالمغرب فقتل سائر أولاد حماد وبعث محسن في طلب بلكين ابن عمه محمد بن حماد وأصحابه من العرب، خليفة بن بكير وعطية الشرف، وأمرهما بقتل بلكين في طريقهما فأخبر بلكين بذلك وتعهدوا جميعا على قتل محسن، وفر إلى القلعة وأمسكوه وقتله بلكين لتسعة أشهر من ولايتهوهذا راجع إلى محسن الذي لم يأخذ بوصية أبيه، حيث أوصاه بالإحسان إلى عمومته، فلما مات أبوه خالف ما أمره به، وأراد عزل جمعا عظيما وبنى قلعة في جبل منيع وسماها الطيارة، وإن محسن قتل من عمومته أربعة، وإن هذا الأمير الحمادي لم يعمل على نصيحة أبيه، أي ألا يخرج من القلعة إلا بتمام ثلاث سنين، لكن محسن لم يكد يتولى الأمور حتى خالف الوصيتين معا فقد عزم على عزل جميع أعمامه فلما ثار عليه يوسف (عمه) عندما سمع على أمر عزله خرج من القلعة لمحاربته، وأن محسن امتاز إلى جانب استبداده برأيه، بالقسوة الشديدة ونتيجة لأعماله اغتاله ابن عمه بلكين بن محمد بن حماد، وعاد إلى القلعة فدخلها ليلا وملكها.
وكانت ولاية محسن ثمانية شهور وثلاثة وعشرون يوم د- عهد بلكين بن محمد بن حماد بن بلكين 446-454هـ/1055-1062م:
كان بلكين شهما وحازما شجاعا، جريئا على العظائم، سفاكا للدماء، ابتدأ بسفك دم وزير محسن، وكان كثير الغارة على المغرب،وعنه قال لسان الدين بن الخطيب: <<....كان بلكين أحد جبابرة الإسلام....> وبلغ بلكين من الغلظة والجفاء من قومه وإخافة أقرانه وأقربائه وعلا في الغدر منهم فقتل وسفك دماء الكثير ممن حامت حولهم الشكوك والظنون، وكانت من بين هؤلاء القتلى زوجته (تاضميرت) ابنة عمه وأخت الناصر بن علناس، الذي حقد عليه وأراد الانتقام منهوكان بلكين كثيرا ما يردد الغزو على المغرب وبلغه استيلاء يوسف بن تاشفين والمرابطين على المصامدة فنهض نحوهم سنة 454هـ ففر المرابطين إلى الصحراء وتوغل بلكين في ديار المغرب ونزل بفاس فاحتمى بأكابر أهلها وأشرافهم فانتهز منهم الناصر بن عمه الفرصة في الثأر لأخته وقتله في تسالهإن عهد الناصر بن علناس رغم تعرضه لبعض الصعوبات والمآمرات والهجومات إلا أنه استطاع السيطرة عليها وتحقيق نوع من الاستقرار لدولته، واتساع رقعتها الجغرافية.
هـ- عهد الناصر بن علناس 454-461هـ/1062-1088م:
ساءت العلاقات بين تميم وابن عمه الناصر في 457هـ، بسبب تدخل هذا الأخير في شؤون افريقيةوحسب ابن الأثير, أنه اتُّصل بتميم (قيل له) أن الناصر بن علناس يقع فيه في مجلسه ويذمه، وأنه عزم على المسير إليه ليحاصره بالمهدية وأنه حالف بعض صنهاجة وزناته وبني هلال ليعينوه على حصار المهدية، فلما صح ذلك عنده أرسل إلى أمراء بني رباح فأحضرهم إليه لمقابلة عساكر الناصرأما حسب ابن خلدون أن الناصر وابن عمه تميم تواقعوا بسببه فغدرت بهم زناته وجروا عليه وعلى قومه الهزيمة فانهزم الناصر بن علناس، وقتل أخوه القاسم وكاتبه ونجا إلى قسنطينة في أتباعه ثم لحق بالقلعة وبعث وزيره ابن أبي الفتوح للإصلاح فعقد بينهما صلحاًوفي هذا الموضوع أيضا تحدث صاحب الاستبصار أن العرب لما دخلوا إفريقيا وأفسدوا القيروان وأكثر مدن إفريقية وهرب منهم صاحب القيروان الصنهاجي وسكن بمدينة المهدية، وكان ابن عمه صاحب القلعة المنصور بن بلكين بن حماد أشد شوكة من صاحب القيروان وأكثره جيشاً فخرج لنصرة ابن عمه وجهز جيشا كبيرا فلقيه العرب بلحم سبيبة على مقربة من القيروان فكان بينهم يوم عظيم إن صاحب الاستبصار يقصد أن الناصر وليس المنصور قد أراد مساعدة أبناء عمومته في مقابلته للعرب وهذا ليس ممكنا لأن في تاريخهم المعروف أن علاقتهم تمتاز بالعداء أكثر من المهادنة والمساعدة وأن تاريخهم لموقعة سبيبة ليس بالمواجهة بين الناصر وأبناء عمومته، ومن هنا نقول أن ابن خلدون وابن الأثير اللذان يتحدثان على نفس الحادثة و بصفة صحيحة و واحدة هم الأصدق في ذلك، وإثر هزيمة الناصر في موقعة سبيبة بلغت الدولة كثيرا من السوء وقد أصبحت بلاد الجزائر مفتوحة أمام القبائل العربية، وبدأ كان الناصر سيفقد كل شيء وكان في يد الناصر لاسترجاع مكانة دولته وهيبتها، فسارع إلى كسب كلتا القوتين المناهضتين له كل من بني زيري والعرب، حيث يريد الاتفاق بينهما ضد العرب وبهذا العمل سارع تميم إلى إرسال رسول (محمد بن بعيع) أحد رجاله لإجراء وإتمام الصلح بينهما.
أما سياسة الناصر مع العرب هي سياسة التفريق عن طريق التحالف مع بعضها البعض ويبدو أن الناصر قد عمق صلته بقبيلة الأثبج) لكن ما لبث إن ظهر العرب على الحماديين فملكوا الضواحي وحجزوا العمال في المدن واختط الناصر بجاية فرارا منهم
وقدوم بني هلال سرعان ما وضع حدا لبناء القلعة التي ظلت مدة من الزمن نقطة الارتكاز الوحيدة بالنسبة للدولة الصنهاجية وبعد بناء بجاية بقيت المدينة باستمرار في مظهر العاصمة ولكن دورها أصبح ثانوياً

الكتاب

دولة بني حمادـ صفحة رائعة من التاريخ الجزائري
حجم الكتاب
3.692 ك.ب
عدد الصفحات 317 صفحة

صيغة الكتاب  
PDF

0 التعليقات:

إرسال تعليق

||

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

عنواني على الفايس بوك:

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More