أتحدث عن أيام تبقي في الذاكرة، مهما كانت تترك اثــــــــــرا سلبيا وايجـــــابيا في حياتنا، أتحدث عن رحلة عشتها لمدة 18 يوما تقريبا ...
في يوم جميل وفي بداية شهر سبتمبر قصدت مركز الخدمة الوطنية من أجل طلب أمر استدعاء الخدمة الوطنية بصفة متطوع.
وقد وفقت في التحصل على الإستدعاء وقد حدد يوم الإلتحاق بالمدرسة العسكرية يوم : 15/09/2014 . جهزت حقيبتي وكل ما أحتاجه وبدات رحلتي على الساعة الرابعة صباحا ، فوصلت إلى المدرسة على الساعة 11 صباحا، حيث لم أوفق الدخول لها في الفترة الصباحية، بقيت إلى غاية المساء حيث دخلت على الساعة الثانية زوالا، تحصلت على تأشيرة الدخول التي كتب فيها رقم الملف : .... وصفة المترشح : ضابط ، وتاريخ الدخول: 15/09/2014 .. لم يبق الوقت في تلك الأمسية للمرور على الفحص الطبي للمدرسة .
وفي اليوم الثاني قصدنا العيادة من أجل الفحص الطبي لكن للأسف لم يكن الحظ معي في هذا اليوم كذلك . ففي يوم 17/09/2014، حان دوري لأجل الفحص الطبي، فقاموا بإجراتهم الطبية .. ثم وجهنا إلى مكان نزلنا والبقاء فيه دون الخروج .. ومن تلك الحين تبدأ تتعلم أمور كثيرة، أولها الصبر، وثانيها الإنضباط ، وثالثها الإتصات للأوامر.. وكانت كل ليلة تمر ، وكل ساعتين تشهد أبناء الجزائر يخضعون للتدريب وتسمع مقولات الخاصة بالجيش البعض منها : " وطني وطني غالي الثمن ...." هذه الكلمات كانت تخرج من قلب شاب جزائري يحب وطنه ، ويسهر للحفاظ على الأمن و الإستقرار. تراهم يتدبرون ويعملون ، لايملون ولايتأخرون في أداء واجباتهم ..
يوما بعد يوم حتي وصلت لنهاية رحلتي الصغيرة التي كانت يوم: الخميس 02/10/2014، هذا بعد دراسة ملفي جيدا ، ومنحت الإعفاء من الخدمة الوطنية على الساعة 20:30 سا ، كم كانت هذه اللحظة رائعة . كأنك ترى عصفورا أطلق من القفص . حيث جهزت حقيبتي في ثواني والفرحة تغمرني ، وانطلقت مباشرة إلى محطة الإنطلاق و العودة للمنزل حيث وصلت في صبيحة يوم الجمعة 3 أكتوبر 2014 ، حيث كانت عرفاء ، وجدت أهلى نائمون ، وما إن راتني أمي حتي عانقتني فرحة ومسرورة بعودة ابنها الأكبر بعد غياب لمدة 18 يوما .. رحلة تعلمنا من أشياء كثيرة و تعرفنا على أشخاص جدد في حياتنا من عدة ولايات، وترى فيهم عدة توجهات و تفكيرات ... انتهت رحلتي وأتمني التوفيق للبقية ..
" توجد أمور لا يمكن البوح بها تبقي سرا، ويعرفها كل واحد يصل للمدارس العسكرية"
0 التعليقات:
إرسال تعليق