**الســلام عليكـم**

ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

ترجمة/Translate

الأحد، 1 سبتمبر 2013

أبو القاسم الوهراني الهمذاني الجزائري- بقلم الدّكتور أبو مريم الجزائري


alt
هذه ترجمة لعالم جزائري، ابن مدينة وهران الباهية، اشتهر بحب الحديث الشريف و روايته بإسناد عال ، الغيورين على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذين نذروا أوقاتهم في تتبع و نشر الحديث الشريف في رحلات طويلة جاب خلالها أقطارا و بلدانا عدة لمدة عشرين سنة كاملة ، كان شديد الحرص على أوقاته يضن بأنفاسه ولحظاته ، فتجده ينتقل من مدينة إلى أخرى يسعى في كسب رزقه و رزق عائلته ممتهنا التجارة، فيستغل كل وقت فراغ ليفيد و يستفيد في مجالس التحديث و الرواية.
إن معرفة حياة مثل هذا الرجل الصالح – وغيره - سبيلٌ ينبغي الاعتناء به، حتى يَتَبَصَّرَ المؤمن و ينشط و تعلو همته ليقتفي آثارهم، و ليعلَمَ قدرَ هؤلاء الأخيار.
و الله ولي التوفيق

إسمه و كنيته ونسبه:
عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن مسافر، الهمذاني الوهراني ، أبو القاسم الوهراني نسبة إلى مدينة وهران مدينة بالغرب الجزائري ، ويعرف بالهمذاني أيضا نسبة إلى قبيلة همذان التي تنتمي إليها أسرته، كما كان يلقب بابن الخراز لأن والده كان يمتهن صناعة الخرز والمتاجرة فيه و خياطة الجلد.

مولده و نشأته:
ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاث مئة ( 333 هـ) بمدينة وهران و بها كانت نشأته الأولى حيث تعلم علوم العربية و حفظ القرآن الكريم ، و قليلا من الفقه و الحديث الشريف، ثم انتقلت أسرته إلى الأندلس لتستقر بمدينة بَجانَة (1) حيث واصل مترجمنا تعليمه على يد شيوخها ، و كان والده يأخذه معه ليساعده في مهنة الخرازة و التجارة ، كما كان ينتقل معه في بعض رحلاته التجارية إلى قرطبة و المرية و غيرها من مدن الأندلس فكان يستغل هذه السفريات في الجلوس و الاستماع إلى العلماء و الشيوخ، وحبب الله إليه علم الحديث فأكب عليه من صغره حتى غلب عليه وتوغل فيه وصار لا يعرف إلا به، فتاقت نفسه إلى التفقه فيه رواية ودراية من أفواه الحفاظ و المحدثين والمذاكرة معهم و طلب الإسناد العالي ، فشمر عن ساعد الجد ، و هيأ نفسه وخرج من بلده في رحلة طويلة دامت أكثر من عشرين سنة.

رحلاته في طلب العلم وشيوخه:

الرحلة في طلب العلم من التقاليد الحسنة عند علماء المسلمين؛ ولم يشذ عنهم مترجمنا ، فبعد أن نهل العلم من شيوخ و علماء بلدته والمدن المحيطة بها كما رأينا ، انتقل أولا إلى افريقية ( تونس حاليا ) فأخذ بالقيروان عن تميم بن محمد بن أحمد بن تميم التميمي و سمع من أبي العباس وغيره ، ومنها إلى مصر حيث أخذ عن مسندها و حافظها الحسن بن رشيق و عن أبي بكر القطيعي أشهر رواة مسند الإمام أحمد عن ابنه عبد الله و غيره، اتجها بعدها الى الحجاز حيث أدى فريضة الحج و سمع من الشيوخ و المحدثين الذين التقاهم هناك ، و بعد إقامة قصيرة في الحجاز بعد أدائه للحج سافر إلى العراق حيث أقام ببغداد و البصرة أين أخذ عن القاضي أبي بكر الأبهري إمام أصحابه في المذهب المالكي ببغداد وطائفة من المحدثين و فقهاء المالكية البصريين كأبي يعلى البصري، وأبي عبد الله بن عطية ، ثم انتقل إلى مرو فسمع صحيح البخاري من محمد بن عمر بن شبويه الذي يرويه عن الفربري أحد أشهر رواة الصحيح، ومنها الى بلخ حيث سمع صحيح البخاري على أبي إسحاق البلخي المستملي راوي الصحيح عن الفربري أيضا، كما سافر إلى أقصى خراسان و الجبل ، وكان يستغل رحلاته استغلالا جيدا فإلى جانب طلبه العلم و سماع الحفاظ و العلماء و مذاكرتهم ، كان لا ينسى نصيبه من الدنيا فتراه يشتغل بتجارة القماش و الجلود و هي الحرفة التي تعلمها من والده ببلدة بجانة.

عودته إلى الأندلس ومجالسه العلمية:
عاد مترجمنا إلى بلده بعد رحلة علم وطلب دامت أكثر من عشرين سنة كما قلنا سابقا ليستقر في مجانة يشتغل بالتجارة ، و يعقد مجالس العلم و الإملاء و قد شاع اسمه و ذاع و انتشر في ربوع الأندلس و بلاد المغرب، فقصده العلماء و المحدثين و طلبة العلم من كافة الأقطار و تزاحموا على مجالسه، و استفاد منه خلق كثير ، و يكفى أن نذكر منهم حافظ المغرب و شيخ الإسلام ابن عبد البر صاحب التآليف الماتعة مثل : كتاب " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " و " الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار " وستأتي ترجمته في تلاميذه.
ولم تقتصر مجالسه على مدينة بجانة وحدها ، فقد ذكر تلميذه ابن الحذاء أنه كان يزور قرطبة من حين لآخر للتجارة و يجلب معه كتبه ، فتُقرأ عليه و يُحَدث بها و يشرح و يُفَقِه فينتفع الناس بمجالس السماع و الإملاء التي يعقدها طوال فترة بقائه بها، كما جلس للرواية و التدريس بمدينة المرية التي كان يقيم بها كذلك لفترات متقطعة، فكان على هذه السيرة حتى وفاته رحمه الله رحمة واسعة.

شيوخه:
تلقى أبو القاسم الوهراني العلم و سمع الحديث الشريف وأخذ عن حفاظ و مشايخ كثيرين ، سأقتصر على ذكر ترجمة لأشهرهم حتى نتعرف على هؤلاء العلماء الحفاظ الأفذاذ الذين كان لمترجمنا شرف التتلمذ عليهم و إجازته بإسنادهم العالي :
01 - محمد أبو بكر الأبهري ( 395 هـ ):
محمد بن عبد الله بن صالح سكن بغداد وحدث بها عن جماعة منهم: أبو عروبة الحراني وابن أبي داود ومحمد بن محمد الباغندي وأبو بكر بن الجهم الوراق وابن داسة والبغوي وأبو زيد المروزي وله التصانيف في شرح مذهب مالك والاحتجاج له والرد على من خالفه.
وكان إمام أصحابه في وقته. حدث عنه جماعة منهم البرقاني وإبراهيم بن مخلد وابنه إسحاق بن إبراهيم .....و من أهل الأندلس أبو عبيد الجبيري والأصيلي وأبو القاسم الوهراني واستجازه أبو محمد بن أبي زيد. وكان ثقة أميناً مشهوراً وانتهت إليه الرياسة في مذهب مالك.
جمع بين القراءات وعلو الإسناد والفقه الجيد وشرح المختصرين: الكبير والصغير لابن عبد الحكم وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد وكان القيم برأي مالك في العراق في وقته معظماً عند سائر علماء وقته لا يشهد محضراً إلا كان المقدم فيه وكان الأبهري أحد أئمة القرآن المتصدرين لذلك والعارفين بوجوه القراءة وتجويد التلاوة.
(( وأملى أبو القاسم الوهراني في أخباره جزءاً فقال: كان رجلاً صالحاً خيراً ورعاً عاقلاً نبيلاً فقيهاً عالماً ما كان ببغداد أجل منه. ولم يعط أحد من العلم والرياسة فيه ما أعطي الأبهري في عصره من الموافقين والمخالفين ولقد رأيت أصحاب الشافعي وأبي حنيفة إذا اختلفوا في أقوال أئمتهم يسئلونه فيرجعون إلى قوله. وسمعته يقول: كتبت بخطي: المبسوط والأحكام لإسماعيل وأسمعة بن القاسم وأشهب وابن وهب وموطأ مالك وموطأ بن وهب ومن كتب الفقه والحديث نحو ثلاثة آلاف جزء بخطي )).
[ الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون 1 / 307].
02 - تميم بن محمد بن أحمد بن تميم التميمي ( ت 359 هـ)
ولد أبي العرب. يكنى بأبي العباس. وسماه بعضهم تماماً. والأول هو المعروف. أدرك صغار رجال سحنون، عيسى بن سليمان، والمغامي، وابن أبي زاهر، ومحمد بن بسطام، وحماس بن مروان، وفراتا، ومحمد بن عمر. وسمع من أبيه والقطان، ونفيس السوسي، وسع منه أبو محمد الأجدابي، والوليد بن مخلد، والأندلسي، وأبو القاسم الوهراني، وغيرهم. وكان يحفظ المسائل، ويتكلم فيها. وكان من أهل الورع والاجتهاد والانقباض، قرئ عليه بالقيروان، وسمع منه.
(( قال أبو القاسم الوهراني: - فيما وجدته معلقاً عنه في أخبار رحلته وشيوخه - وكان أبو العباس تميم بن محمد كوالده خيراً فاضلاً، ورعاً زاهداً، متقشفاً من أهل العلم والصيانة. لزمته أربعة أعوام للسماع منه، وأخوه أحمد يكنّى بأبي جعفر، ودخل الى الأندلس واستوطن قرطبة، وحدث عن أبيه، وعبد الله بن محمد الرعيني، وأبي الغصن السوسي، وكان يضعّف. تكلم فيه أخوه وقال: إنه لم يسمع كتب أبيه. وكان هو يدعي سماعها)).[ ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك، للقاضي عياض السبتي 1 / 458].
03 - الحسن بن رشيق ( 370 هـ ).
الامام المحدث الصادق مسند مصر أبو محمد العسكري المصري منسوب إلى عسكر مصر المعدل ولد سنة ثلاث وثمانين ومئتين وسمع من احمد بن حماد زغبة ومحمد بن عثمان بن سعيد السراج ومحمد بن رزيق بن جامع المديني وابي الرقراق احمد بن محمد المعلم وابي عبدالرحمن النسائي فاكثر وعلي بن سعيد بن بشير الرازي وابي دجانه احمد بن إبراهيم المعافري والمفضل بن محمد الجندي وعبد السلام بن احمد بن سهيل واحمد بن محمد بن يحيى الانماطي ويموت ابن المزرع وامم سواهم وسمع وهو مراهق وطال عمره وعلا إسناده وكان ذا فهم ومعرفة حدث عنه الدارقطني وعبد الغني بن سعيد وعبدالرحمن بن النحاس وإسماعيل بن عمرو الحداد ويحيى بن علي الطحان ومحمد بن المغلس الداوودي ومحمد بن جعفر بن ابي الذكر وعلي بن ربيعة التميمي وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي ومحمد بن الحسين الطفال وخلق من المغاربة وكان محدث مصر في زمانه قال يحيى بن الطحان روى عن خلق لا استطيع ذكرهم ما رأيت عالما اكثر حديثا منه.
[ سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي : 13 / 281 الترجمة رقم 197].
04 - محمد بن عمر بن شبويه (كان حيا سنة 378 هـ): محمد بن عمر بن شبوية المروزي أبو علي الشبوبي المروزي حدث بكتاب الجامع الصحيح للبخاري عن محمد بن يوسف بن مطر الفربري وسماعه منه في سنة ست عشرة وثلاثمائة وحدث به في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وسمعه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد أحمد بن محمد العيار الصوفي ، قال أبو بكر السمعاني في أماليه كان يعني صحيح البخاري يسمع قبل أبي الهيثم يعني الكشميهي بمرو من أبي يزيد القاشاني فلما توفي سمعوه من أبي علي الشبوبي فلما توفي سمعوه من أبي الهيثم.
سمع منه أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان الحافظ أبو سعد الأصبهاني البغدادي الأصل.
[ التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة الحنبلي (1/287)].
05 - ابو بكر احمد القطيعي ( ت سنة 368 هـ): الشيخ العالم المحدث مسند الوقت أبو بكر احمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي الحنبلي راوي مسند الامام احمد والزهد والفصائل له ولد في اول سنة اربع وسبعين ومئتين سمع محمد بن يونس الكديمي وبشر بن موسى وإسحاق بن الحسن الحربي وأبا مسلم الكجي وإبراهيم الحربي واحمد بن علي الابار وادريس بن عبد الكريم الحداد ...وخلقا سواهم ورحل وكتب وخرج وله انس بعلم الحديث حدث عنه الدارقطني وابن شاهين والحاكم وابن رزقوية وأبو الفتح بن ابي الفوارس وخلف بن محمد الواسطي وأبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني وأبو عمر محمد بن الحسين البسطامي وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الاصبهاني ... وقال السلمي سألت الدارقطني عنه فقال ثقة زاهد قديم سمعت انه مجاب الدعوة وقال البرقاني كان صالحا.
[ سير اعلام النبلاء للإمام الذهبي : 13/ 212 الترجمة رقم 143].
06 - أبو إسحاق البلخي المستملي ( ت سنة 376 هـ) : إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلخي المستملي البخاري أصلا، البلخي منزلا ومدفنا ، راوي البخاري عن أبي عبد الله الفربري. شيخ جليل روى عنه صحيح البخاري : أبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وقال: كان من الثقات المتقنين ببلخ. قلت [ الإمام الذهبي ]: طوف وسمع الكثير، وخرج لنفسه معجماً، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العباس، والبلخي. وروى عنه بالأندلس: عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمذاني الوهراني و جعفر بن جحاف، أبو بكر الليثي قاضي بلنسية. سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم. وكان فقيهاً، والحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح، وحدث عن: أبي شعيب الحراني، ومحمد بن يحيى المروزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتات، وجعفر الفريابي. وعنه: أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وعلي بن المحسن التنوخي، وجماعة.
[ سير اعلام النبلاء للإمام الذهبي :13/ 492 الترجمة رقم 362].
07 - أبو الحسن بن أم شيبان (369 هـ): قاضي القضاة، محمد بن صالح بن محمد بن صالح، بن علي بن يحيى، بن عبيد الله بن محمد. وجده يحيى، هو المعروف بابن أم شيبان. يروي عن السعدي، وابراهيم بن حماد. حدّث عنه أبو عبد الله، وأبو العباس أحمد بن مالك الكرخي، ومحمد بن حميد الخزان، وأبو القاسم الوهراني، وليَ قضاء الكوفة، سبع سنين. ومنها أصله. سنة أربع وثلاثين وثلاثماية.

وولي قضاء القضاة ببغداد.
عنده كان يجتمع المالكية، أصحاب أبي بكر الأبهري ببغداد، للنظر. قال الفرغاني: وكان دعي لقضاء بغداد، بعد ابن أبي الشوارب، أيام معز الدولة. فاستعفى وامتنع. وقال لا حاجة لي بقضاء بغداد.
[ ترتيب المدارك 1/430].

تلاميذه:
لقد تتبعنا سويا كيف اجتهد مترجمنا و أجهد نفسه في طلب العلم و خاصة الحديث الشريف رواية و دراية ، و كيف عاد إلى بلاده بإسناد عال ، فتسامع به العلماء و محبي الحديث الشريف فقصدوه للإستفادة من علمه فلم يخيب أملهم ، فعقد مجالس الإملاء و الإقراء و قد تخرج على يديه عدد لا يمكن حصره من العلماء و الطلاب، ومنهم من طار صيته في الآفاق ومنهم أئمة وحفاظ يشار لهم بالبنان ، و يكفي أن تقرأ هذه التراجم المختصرة - مرتبة حسب تاريخ وفاتهم - لتتأكد من صحة كلامي و هذا كله من فضل الله سبحانه وتعالى:
01 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القيسي، ( ت سنة 436 هـ ): المعروف. بابن الجيار. من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد.
له رواية عن أبي عبد الله بن أبي زمنين، وأبي عبد الله بن الفخار، ومكي المقرىء، وأبي القاسم الوهراني، وحامد بن محمد المقرىء وغيرهم. وكتب بخطه علماً ورواه. وعني بالشروط وجلس لعقدها بين الناس بجوفي الجامع.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال: 1/ 85].
02 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن ( ت سنة 438 هـ ) عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم. من أهل قرطبة، يكنى: أبا المغيرة.
له سماع من أبي القاسم الوهراني وغيره. وكان حسن الخط، ذكره الحميدي وقال: هو من المقدمين في الآداب والشعر والبلاغة، وهو ابن عم أبي محمد بن حزم والد أبي الخطاب وشعره كثير مجموع.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال : 1/121]
03 - محمد بن عبد الله المعافري ( ت سنة 439 هـ ):محمد بن عبد الله بن سعيد بن عابد المعافري القرطبي يكنى أبا عبد الله، سمع بمصر من أبي بكر المهندس وأبي بكر: أحمد بن الحسين البصري وروى عن أبي عبد الله بن مفرج وأبي محمد الأصيلي وأبي سليمان: أيوب بن حسين وعباس بن أصبغ وزكرياء بن الأشج وأبي القاسم الوهراني وغيرهم جمعاً كثيراً.
وكان خيراً فاضلاً ديناً متواضعاً متصاوناً مقبلاً على ما يعنيه وله حظ من الفقه والبصر بالمسائل ودعي إلى الشورى بقرطبة فأبى من ذلك وحدث عنه جماعة من العلماء منهم أبو عبد الله بن عتاب ونظراؤه.
[ الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون: 1 / 377] .
04 - أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق ( ت سنة 450 هـ ): أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن محمد بن عمر بن واص بن حرب ابن اليسر بن محمد بن علي كذا ذكر نسبه رحمه الله وذكر أن أصلهم من دمشق من اقليم الغدير يكنى: أبا عمر. من أهل قرطبة سكن طليطلة.
روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، والقاضي أبي بكر بن وافد، وأبي عبد الله الحذاء وأبي أيوب بن عمرون، وأبي محمد ابن بنوش، وأبي بكر التجيبي، وأبي علي الحداد، وابن أبي زمنين، والقنازعي، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني وجماعة كثيرة سواهم.
وسمع بطليطلة من أبي محمد بن عباس الخصيب، وأبي المطرف ابن أبي جوشن وحكم بن منذر، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وخرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طليطلة فسكنها وولاه أبو محمد بن الحذاء أيام قضائه بها أحكام القضاء بطلبيرة فسار فيهم بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، وعدل في القضية. وعنى بالحديث وكتبه وسماعه وروايته وجمعه.
... وكان من المجتهدين بالقرآن كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلا لصلاةٍ أو لحاجةٍ. وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا يداخلهم.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/41].
05 - ابن حزم الظاهري (ت سنة 456 هـ ) : أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم "... مولده بقرطبة من بلاد الأندلس ، كان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه، وكان متفنناً في علوم جمة، عاملاً بعلمه، زاهداً في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الممالك، متواضعاً ذا فضائل جمة وتواليف كثيرة، وجمع من الكتب في علوم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً، وسمع سماعاً جماً، وألف في فقه الحديث كتاباً سماه " الإيصال إلى فهم كتاب الخصال الجامعة لحمل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسنة والإجماع " وله كتاب " الإحكام لأصول الأحكام " في غاية التقصي وإيراد وكتاب " الفصل في الملل في الأهواء والنِّحل " وكتاب في الإجماع ومسائله على أبواب الفقه، وكتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب " إظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وبيان تناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل " وكتاب " التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية " ...وكان أديباً شاعراً طبيباً له في الطب رسائل، وكتب في الأدب.
[وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان 3/326].
- " ... وقد روي ابن حزم الحديث الشريف عن عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني في مسجد القمري بالجانب الغربي من قرطبة سنة احدي وأربعمائة".
[حياة ابن حزم و تعليمه ص 30].
06 - عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي ( ت سنة 461 هـ ): يعرف بالبشكلاري - وبشكلار قرية من قرى جيان سكن قرطبة - ، يكنى أبا محمد، روى بقرطبة عن أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل، وأبي عثمان بن القزاز وأحمد بن فتح الرسان وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن حيوة، وأبي القاسم الوهراني، وأبي بكر التجيبي، وخلف بن يحيى الطليطلي، وأبي عمرو السفاسقي وغيرهم. وكان ثقة فيما رواه، ثبتاً فيه، شافعي المذهب.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال : 1/88].
07 - الأمام الحافظ ابن عبد البر ( ت سنة 463 هـ ): الإمام العلامة حافظ المغرب شيخ الإسلام أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التصانيف الفائقة، أدرك الكبار وطال عمره وعلا سنده وتكاثر عليه الطلبة وجمع وصنف ووثق وضعف وسارت بتصانيفه الركبان وخضع لعلمه علماء الزمان ... وقرأ على عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوهراني موطأ ابن القاسم وقرأ على أبي عمر الطلمنكي أشياء وقرأ على الحافظ أبي الوليد بن الفرضي مسند مالك وسمع من يحيى بن عبد الرحمن بن وجه الجنة ومحمد ابن رشيق المكتب وأبي المطرف عبد الرحمن بن مروان القنازعي وأحمد بن فتح بن الرسان وأبي عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن الباجي وأبي عمر أحمد بن عبد الملك بن المكوي وأحمد بن القاسم التاهرتي.
[ سير أعلام النبلاء للذهبي :15/ 154 الترجمة رقم 85].
08 - ابن الحذاء ( سنة 467 هـ ): الإمام المحدث الصدوق المتقن أبو عمر أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود القرطبي ابن الحذاء مولى بني أمية مكثر عن والده الحافظ أبي عبد الله ابن الحذاء ندبه أبوه إلى الطلب في حداثته فسمع من عبد الله بن محمد بن راشد وسعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان وأبي القاسم عبد الرحمن الوهراني ...حدث عنه الحافظ أبو علي الغساني وجماعة وكذا غالب مشايخ الأندلس ،وكان حسن الأخلاق موطأ الأكناف عالما سريع الكتابة انتهى إليه علو الإسناد مع ابن عبد البر.
[ سير أعلام النبلاء 18 / 345 الترجمة رقم 164].
09 - إبراهيم بن أحمد الغساني ( ت سنة 467 هـ) إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أسود الغساني: من أهل بجانة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي القاسم الوهراني، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميقل وغيرهم. وكان: من أهل العناية بالعلم، مشهوراً بالصلاح والفهم متواضعاً، وتوفي سنة سبع وستين وأربع مائة.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/32 ].
10 - حاتم الطرابلسي ( ت سنة 469 هـ): حاتم بن محمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي، يعرف بابن الطرابلسي، من أهل قرطبة وأصله من طرابلس الشام، يكنى أبا القاسم.
جالس أبا عمران الفاسي الفقيه، وأبا بكر ابن عبد الرحمن الفقيه، وأبا عبد الملك مروان بن علي البوني وأخذ عنهم كلهم وهم جلة أصحابه عند أبي الحسن القابسي وممن ضمهم مجلسه وشهد معهم السماع عليه.
وسمع ببجانة من أبي القاسم الوهراني وغيره.
أخذ عنه الكبار والصغار لطول سنه. وقد دعي إلى القضاء بقرطبة فأبى من ذلك، وكان في عداد المشاورين بها.
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال 1 / 50].

11 - إبراهيم بن سعيد بن عثمان (ت سنة 470 هـ ) : إبراهيم بن سعيد بن عثمان بن وردون النميري: من أهل المرية، يكنى: أبا إسحاق. روى عن أبي القاسم الوهراني، وأبي عبد الله بن محمود، وأبي حفص عمر بن يوسف وغيرهم. وكان معتنياً بالعلم والرواية. أخذ الناس عنه كثيراً، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضى بالمرية. توفي وهو ابن إحدى وثمانين سنة.
[الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/32].
12 - أبو الحسن علي بن خلف بن بطال البكري (ت سنة 474 هـ): يعرف بابن النجام. أصلهم بقرطبة وأخرجته الفتنة فخرج الى بلنسية أخذ عن الطلمنكي، وابن عفيف، وابن الفرضي، وأبي القاسم الوهراني، وأبي عبد الوارث، وأبي بكر الرازي. وألف شرحاً لكتاب البخاري كبيراً. يتنافس فيه، كثير الفائدة. وله كتاب في الزهد والرقائق. روى عنه أبو داود المقرئ، وعبد الرحمن بن بشر من مدينة سالم. وكان نبيلاً جليلاً متصرفاً.
[ ترتيب المدارك و تقريب المسالك للقاضي عياض 2 / 81].
13 - عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن هشام (ت سنة 448 هـ ) يعرف بابن المكوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا محمد. وهو ولد أبي عمر الأشبيلي الفقيه كبير المفتين بقرطبة أيام الجماعة.
له سماع من أبي محمد بن أسد: سمع منه صحيح البخاري، وسمع من أبي القاسم الوهراني وغيرهما. واستقضاه أبو الحزم بن جهور بقرطبة بعد أبي بكر بن ذكوان، ولم يكن من القضاء في وردٍ، ولا صدرٍ لقلة علمه ومعرفته، وإنما كانت أثرة آثره بها لا حقيقة، ثم صرفه ابنه أبو الوليد محمد بن جهور عن ذلك يوم الاثنين لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وأربع مئة... وكانت مدة عمله في القضاء ثلاث سنين وشهرين واثني عشر يوماً " .
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/87].
14 - عمر بن عبيد الله الذهلي (ت سنة 454 هـ ):" عمر بن عبيد الله بن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد الذهلي، كذا قرأت نسبه بخطه وهو: من أهل قرطبة، يكنى أبا حفص. ويعرف: بالزهراوي.
روى عن القاضي أبي المطرف بن فطيس، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الوليد ابن الفرضي، وأبي محمد بن أسد، وأبي زيد العطار، وأبي عمر سعيد بن عبد ربه، وأبي عبد الله العطار، وابن أبي زمنين، وأبي المطرف القنازعي، وأبي القاسم الوهراني وسلمة بن سعيد، والجعفري وجماعة كثيرة سواهم.
وكان معتنياً بنقل الحديث وروايته وسماعه من الشيوخ في وقته، جامعاً للكتب مكثراً في الرواية، حدث عنه من المشاهير أبو عبد الله بن عتاب، وابناه أبو محمد، وأبو القاسم، وأبو مروان الطبني، وأبو عمر بن مهدي المقرىء وقال: كان رجلاً خيراً، متصاوناً، ثقةً فيما رواه. ضابطاً له، قديم الطلب جمع كتباً ورواها".
[ الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/127].

آثاره و مؤلفاته:
لقد بحثت و فتشت في كل المصادر و المراجع التي طالتها يدي عن مؤلفات أيو القاسم الوهراني ، لكني لم أعثر على أي كتاب كامل باسمه ، وكل ما وجدته أنه ترك جزء ذكر فيه رحلاته و شيوخه و أسانيده في كتب الحديث الشريف، وقد جمعت من خلال تتبعي للمصادر التي نقلت من جزئه هذا - بالإضافة الى شيوخه الذين ذكرتهم آنفا – مجموعة آخرى ممن سمع عنهم و أجازوه منهم مثلا : الإمام المقرئ عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أبو الحسين البغدادي، الشيخ الفقيه اليحرمي، والفقيه الأديب ابن مالك، وابن السقا، وابن مامي، وابن سيف، وأبو الفضل العطار، وأبو الحسن ابن لؤلؤ.
وقد نقل من هذا الجزء بعض تلاميذه و ذكروا انه املى و أقرأ عليهم منه في مجالسه ، ومنهم ابن الحذاء الذي احتفظ لنا ابن بشكوال ببعض ما كتبه، ومنها على سبيل المثال هذه الحادثة التي رواها الوهراني لما كان بمرو : " ... أخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله قال: أنا أبو القاسم حاتم بن محمد ونقلته من خطه قال: (( أملي علينا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني رضى الله عنه قال: لما وصلت إلى مدينة مرو من مدائن خراسان سمعت الجامع الصحيح على محمد بن عمر بن شبوية المروزي فسمعنا عن شيخ بها يروي الحديث فأتيناه لنروي عنه أيضاً. وكان اسمه علي بن محمد الترابي يعرف به، فوجدنا معه كتاباً غير بين فوجدناه يقرأ في المصحف وعند أصحاب الحديث أن من لا يستظهر القرآن عن ظهر قلب فهو ناقص. وكان الرجل إماماً في الحديث. فقلنا له: مثلك يقرأ في المصحف؟ فقال: ليس في أصحاب الحديث احفظ مني للقرآن، وذلك أني أصلي به الأشفاع في كل عام وأنا إمام قومي، فلما كبر سني ضعف بصري فتركت القراءة في المصحف، وكان ابن أخي يقودني إلى المسجد أصلي بالناس الفريضة، فنمت ذات ليلة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي: لم تركت القراءة في المصحف، فقلت يا رسول الله: ذهب بصري. فقال لي ارجع إلى القراءة في المصحف يرد الله عليك بصرك. فقمت فتوضأت وصليت وكانت ليلة طويلة من ليالي الشتاء فغلبتني عيني، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا علي:؛ أقرأ في المصحف يرد الله عليك بصرك ففكرت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّالشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " ( 2) فلما أصبحت غدوت إلى المسجد وابن أخي يقودني ولا أرى شيئاً فصليت بقومي الفريضة ثم انصرفت إلى منزلي فقلت لهم: أعطوني المصحف. فقال لي أهلي: وما تريد من المصحف؟ قلت لهم: انظر فيه: فأخذت المصحف وفتحته وأخذت في القراءة ظاهراً وأنا أفتح المصحف ورقة فما طلع النهار إلا وأنا أقرأ في المصحف وأرى حروفه أجمع، ثم تماديت في القراءة إلى الظهر، فلم يأت الظهر إلا وأنا أرى كما كنت أرى وأنا أحدث فهذا شأني)). (3)
كما ذكرت هذه المصادر و نقلت عنه من مصنف يتعلق ب " غوامض الأسماء المبهمة " منها ما أورده ابن بشكوال لما عرّف بمغيث بن جحش زوج بريرة ، وهل هو عبد أم حر؟ و مغيث هذا هو المذكور في الحديث الشريف الذي أخرجه البخارى (5/2023 ، رقم 4979) ، وأبوداود (2/270 ، رقم 2231) ، والنسائى (8/245 ، رقم 5417) ، و ابن ماجه (1/671 ، رقم 2075) .
قال ابن بشكوال: "... في زوج بريرة هذا الذي تقدم هو مغيث بن جحش الحجة في ذلك... أخبرنا أبو الحسن يونس بن محمد عن أبي عمر أحمد بن محمد ابن يحيى القاضي عن أبيه قال، (( قال أبو القاسم الوهراني زوج بريرة هو مغيث بن جحش مولى لآل أبي أحمد)) "(4).
فلست أدري إن كان هذا المصنف هو من تأليفه أو هو من بعض أملاءاته في مجالسه ؟ كما نقلت عنه المصادر أيضا أن له آراء فقهية و أقوال في الجرح و التعديل و التعريف ببعض المحدثين و رجال الفقه المالكي بالمشرق و كلها مبثوثة في مظانها من الكتب.

وفاته:
توفي رحمه الله في مدينة بجانة في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربع مئة ( 411 هـ) وقد جاوز سبع و سبعين سنة،و بعد حياة حافلة بكثرة الرحلات و السياحة في بلاد الإسلام طلبا للعلم و الإسناد العالي و التفقه في الدين، و الإفادة و الاستفادة.

ثناء العلماء عليه:
نال مترجمنا ثناء كثير من العلماء والشيوخ فقد أعجب به أساتذته وشيوخه ، و عرف قدره و فضله تلاميذه و أقرانه، وكل من ترجم له من المصنفين ذكروا همته العالية في طلب العلم و رسوخ كعبه فيه ، كما اثنوا على أخلاقه و حمدوا سيرته وسأورد بإيجاز بعضا منها:
- ترجم له الإمام الخبير مؤرخ الإسلام الحافظ الذهبي فقال عنه في سير أعلام النبلاء : " الشيخ الثقة الجليل أبو القاسم عبد الرحمنبن عبد الله بن خالد بن مسافر الهمداني المغربي الوهرانيثم البجانيالمعروف ابن الخراز، مولدهسنة ثمان و ثلاثين و ثلاث مئة ، و سافر في التجارة إلى أقصى خراسان ، و عنيبالرواية... وكان خيرا صالحا متقبضا، يتكسب بالتجارة ".
- ذكره الخولاني و أثنى عليه في مجالسه وقال عنه : ... رجل صالح صاحبسنة".
- وهو نفس الثناء الذي حلاه به الإمام المقرئ أبو الطيب ابن غلبون : "... كان صالحاً صاحب سنّة، له رحلة قديمة لقي فيها الناس، وحجّ ورحل إلى العراق و غيرها".
- قال عنه تلميذه الإمام ابن الحذاء كما نقل ابن بشكوال في ترجمته لأبي القاسم الوهراني في كتابه الصلة : " ... قال أبو عمر بن الحذاء : كان رجلا صالحا منقبضا دارهببجانة قرب دار ابن أبي الحصن كان معاشهمن ثياب كان يبتاعها ببجانةويقصرها ويحملها إلى قرطبة فتباع له ويبتاع في ثمنها ما يصلح لبجانة ويجلب كتبهفتقرأ عليه في خلال ذلك".(4)
ملاحظة: كل ما وضعته بين قوسين (( )) و ظللته باللون الأزرق فهو من كلام أبو القاسم الوهراني.

الهوامش:
(1) - " بَجانَةُ: بالفتح ثم التشديد وألف ونون، مدينة بالأندلس من أعمال كورة البيرة خربت وقد انتقل أهلها إلى المَرية وبينها وبين المرية فرسخان وبينها وبين غرناطة مائة ميل وهي ثلاثة وثلاثون فرسخاَ ".
أنظر : معجم البلدان لياقوت الحموي 1/237.
(2) – حديث صحيح ، عن أبى هريرة رضي الله عنه: رواه مسلم (4/1775 ، رقم 2266) وأخرجه أحمد (2/232 رقم 7168) و ، وابن ماجه (2/1289 ، رقم 3917).
(3) – الصلة في الرواة لابن بشكوال 1/101.
(4) - غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال : 1 / 161.
(5) - الصلة في الرواة لابن بشكوال 4/23.

المصادر و المراجع:

- " غاية النهاية في طبقات القراء" للحافظ ابن الجزري مكتبة الخانجي مصر 1932م.
- " ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" للقاضي عياض السبتي، تحقيق مجموعة من الباحثين. الرباط: وزارة الأوقاف، 1983م.
- " الصلة في الرواة " لابن بشكوال - مكتبة الخانجي القاهرة 1994م.
- " غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة" لابن بشكوال
تحقيق د. عز الدين علي السيد ، محمد كمال الدين عز الدين - نشر عالم الكتب بيروت لبنان ، الطبعة 1 ، 1407هـ.
- درة الحجال في أسماء الرجال لأبي العباس أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي تحقيق محمد الأحمدي أبو النور نشر دار التراث بالقاهرة والمكتبة العتيقة بتونس الطبعة 1- 1390هـ /1970م.
- " فهرسة ما رواه عن شيوخه " لابن خير الإشبيلي، دون تاريخ.
- " وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان "لابن خلكان، تحقيق إحسان عباس. دار الثقافة، بيروت، الطبعة 1 - 1968م.
- " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي، تحقيق :: شعيب الأرناؤوط , محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة 9 - 1413 هـ.
" تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" لعلي بن حجر العسقلاني - طبعة القاهرة 1964م.
- " الاكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الاسماء والكنى والانساب" للأمير الحافظ ابن ماكولا - دار الكتب العلمية، بيروت، 1411هـ.
- " جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس " للحميدي ، تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي ـ دار الكتب العلمية بيروت ، الطبعة 1 1417هـ / 1997م.
-بغية الملتمس في تاريخ رجال الأندلس. ابن عميرة الضبي. تقديم وشرح د. صلاح الدين الهواري. المكتبة العصرية، صيدا - بيروت، الطبعة 1، 2005م.
- " طبقات الشافعية" لابن قاضى شهبة - تحقيق : د. الحافظ عبد العليم خان.، عالم الكتب - بيروت - الطبعة 1 ، 1407 هـ
- "التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد " لابن النقطة الحنبلي ، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة 1، 1408 هـ.
- " توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم"
لابن ناصر الدين الدمشقي، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي - مؤسسة الرسالة بيروت ، الطبعة1، 1993م.
-" الإعلام " لخير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين بيروت - الطبعة الخامسة أيار (مايو) 1980م.
- " حياة ابن حزم و تعليمه" دراسة منشورة في مجلة مجمع اللغة العربية ، الجزء الرابع والثمانون - المحرم 1420هـ/ مايو 1999م.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

||

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

عنواني على الفايس بوك:

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More