**الســلام عليكـم**

ابحث عن موضوعك في موقعي هنا

ترجمة/Translate

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

وادي النيل والأساطير



       وادي النيل والأساطير

              الأسـاطير موجودة أيضا في وادي النيل، والآلهة كثر قبل قيام الدولة الموحدة في أواسط القرن الواحد والثلاثين قبل الميلاد. ولا أساطير بدون آلهة.
              وبعض الآلهة الذين ترد أسماؤهم في الأساطير، والذين ظلوا يعبدون في مصر الفرعونية في أزمنة متفاوتة وأماكن مختلفة نذكرهم فيما يلي:
      1.        حورس اله ذو حلول جلي في أشكال مختلفة، وكان يبدو في شكل رأس الصقر في الوجه البحري.
      2.        جِب رب الأرباب وهو الذي أشرف على المصالحة بين حورس وست.
      3.        ست اله الوجه القبلي الأكثر أهمية.
  4.   بْتاح انجب ثمانية آلهة سمى كلا منهم بْتاح، لكن لما توزعهم السكان على أنحاء مختلفة بدلوا هذا الاسم بأسماء محلية.
      5.        حَتْحور هي الآلهة التي كانت نظيرة حورس.
      6.        وثمة ايزيس الآلهة الذكية.
      7.        توت الذي حكم العالم المليء بالأرواح (مصر؟) في الأزمنة الساحقة لمدة 7726 سنة.
      8.        نخِبت الهة الرحمة.
              وهنا يجدر بنا أن نتذكر أن أرض الرافدين، على تنوع تربتها وتشعب موارد المياه النهرية فيها وقربها من مناطق جبلية في الشرق والشمال (وبعض تلك البلاد هو جبلي في الشمال) والشمال الغربي وتعرضها لهجمات كثيرة من تلك المناطق واستعداد الصحراء المصاقبة لها أن تلقي إليها بأبنائها الذين تضيق بهم من أقدم الأزمنة، ووقوعها على طرق تمر بها من الشرق والغرب والشمال والجنوب جعل منها مجالا للأسطورة خصبا. فالأسطورة تنمو وتترعرع على القوي من الأمور والمتنوع من الأحداث. وذلك يجعل منها شيئا له ضجيج وفيه موضوع كبير تخلق له الأوصاف، وتقام حوله حفلات الفرح والحزن والسرور والألم. وفيه تبدو الشجاعة ويشتد القتال أحيانا. ومن ثم فالأسطورة هناك كان لها ضجيج.
              لكن على العكس من ذلك لا نجد القصة/الأسطورة المصرية تتمتع بهذه الصفات. فالماضي كما تم وكما رسمته الأسطورة هو مسار مستقيم ورتيب. فهو ابن النيل الذي يسير مطمئنا في مجراه. يرتفع الماء فيه في أوقات معروفة فيفيض ويحسن إلى الأرضين والناس. وقد لا يرتفع الماء ولا يفيض النهر فيكون البكاء وصرير الأسنان. ولكن هذا يحدث الألم والأسى، كما أن الفيضان يدعو إلى البهجة والسرور. والأول يحمل الناس على الصلاة وما اليها، والثاني يحتفل به في ليال ملاح وأيام بهجة.
              فليس ثمة قصص ملحمية توغل في أعماق الزمن وليس هناك موضوع عظيم يتناول الخلق على أيدي آلهة متخاصمة، يربح فيها فريق فيوجِد الناس ليعبدوه، فيقرّبون الضحايا التي تصل رائحتها إلى أنوف الآلهة فتفرح حتى هذه مع الناس. ولا نجد في الأسطورة أو الحكاية المصرية موضوعا عظيما مثل القدر الذي يوقع الإنسان في شباكه؛ أو في محاولته التخلص من واقع قادته إليه نياته السيئة فيخطر في باله التوبة والوعد بتقديم القرابين. وقد يتم له ذلك فتكون ثمة قصة لها مغزى أخلاقي.
              والأسطورة الإلهية الأهم في مصر هي تلك المتعلقة بحورس وايزيس واوزيريس. والتي تغيب فيها ايزيس في أواخر الصيف، عند انقضاء الموسم مع فيضان النيل بحثا عن اوزيريس وتعثر عليه في الربيع عندما تبدأ الأرض بالعطاء، فتكون عودته عودة الحياة إلى الأرض. وهي أسطورة رتيبة رتابة مجرى النيل ومسيله.
              قبل أن ننهي هذا العرض المقتضب للأسطورة المصرية نرى أن ننقل نموذجا من أسطورة تتعلق بوضع كهنة مَنَف لبيان اللاهوت الـمَنَفي ودونت على بردية في الأيام الأولى للدولة القديمة حوالي 3000 ق.م. لكن في سنة 710 ق.م. رأى شاباكا (ملك مصر النوبي) أن البردية قد تلفت فنقش ما تبقى منها على حجر يعرف باسم "حجر شاباكا" وفي الأصل كان حورس وسِت إلهي الوجهين القبلي والبحري على قدم المساواة، لكن على حجر شاباكا تقلص موضع ست فحُرم فيما بعد من الإرث، إذ كانت البلاد قد توحدت، وأصبح حورس هو الوريث . والنص الذي ننقله هنا يظهر هذه النظرة بوضوح. (أي نص سنة 710 ق.م.)
        "أمر جب ربُ الأرباب بأن يجتمع التاسوع لديه. لقد حكم بين حورس وسِـت وأنهى النزاع. وجعل سِت ملك الوجه القبلي في أرض الوجه القبلي، حتى المكان الذي ولد فيه، وهو سو. وجعل جب حورس ملك الوجه البحري في أرض الوجه البحري حتى المكان الذي أغرق فيه أبوه (اوزيريس) وهو تقسيم الأرضَين (اسم لمكان أسطوري). وهكذا وقف حورس فوق إقليم ووقف سِت فوق إقليم. وقد أقرا السلام على الأرْضَين في إيان. وكان ذلك تقسيم الأرضين. وبعد ذلك بدا عن طريق الخطأ أن نصيب حورس كان مثل نصيب سِت. وهكذا أعطى جب ميراثه لحورس لأنه ابن ابنه البكر … أنه حورس الذي نشأ ملكا للوجهين القبلي والبحري، الذي وحّد الأرضين في إقليم الجدار (أي مَنَف). ذلك المكان الذي توحدت فيه الأرضان. ووضع البوص والبردي على بيت بْتِاح المزدوج (معبد بْتاح في مَنَف). وذلك يعني أن حورس وسِت تصالحا واتحدا. لقد تآخيا كي يوقفا القتال حيثما وجدا، لكونهما اتحدا في بيت بْتاح، ميزان الأرضين الذي وزن فيه الوجهان القبلي والبحري".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

||

أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا

http://abdenour-hadji.blogspot.com/

عنواني على الفايس بوك:

قناتي على اليوتوب

أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ...



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More